"الحظر".. أحدث سلاح أميركي لضرب "بطاريات" الصين

يعود تربع الصين على عرش صناعة بطاريات السيارات الكهربائية إلى البنية التحتية والقدرات التصنيعية والمساعدات التريليونية التي توفرها الحكومة منذ 2009، وفقا لبلومبرغ.

موقع ذا إيكونوميست يفيد أن الصين تمتلك أكبر عدد من مصانع البطاريات إذ تساهم في تصنيع حوالي 69٪ من البطاريات في السوق العالمية، مقارنة مع مساهمة أميركا بـ10٪، وألمانيا بـ6٪، والمجر بـ2٪، والسويد بـ1٪.

وما يمكِّن الصين من هذه الصناعة هي توافر المواد الأولية حيث يوجد في باطن أراضيها نصف مخزون الليثيوم في العالم، وثلثي معدن الكوبالت، وأكثر من 70% من الجرافيت، ونحو ثلث النيكل، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

"كاتل" هي أكبر شركة مصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، تأسست عام 1999 وتمتلك 5 مراكز للبحث والتطوير في الصين وألمانيا، بجانب 13 قاعدة تصنيع في الصين وألمانيا والمجر.

واحدة من كل 3 سيارات كهربائية حول العالم، تمتلك بطارية تنتجها كاتل، أي ما يصل إلى 11.67 مليون سيارة، وفقا لتقرير الشركة السنوي.

وعلى الرغم من أن كاتل غير معروفة على نطاق المستهلكين، فهي تزود بطارياتها لأشهر الشركات المصنعة للسيارات مثل تيسلا، وفولكسفاغن، وبي إم دبليو، فضلا عن شركات أميركية أخرى تتعامل أحدها مع قاعدة مشاة البحرية في ولاية كارولاينا الشمالية.

هذا الاختراق في مجال الدفاع، انتقده مشرعون في الولايات المتحدة، ما دفع الشركات إلى وضعها خارج الخدمة في ديسمبر 2023.

ترفض أميركا الاعتماد على التكنولوجيا الصينية خوفا من أن تصبح نقطة ضعف في حالة توتر العلاقات بين واشنطن وبكين مستقبلا، وفقا للغارديان.

وللحد من اعتماد الأميركيين على السيارات الكهربائية التي تعمل ببطاريات صينية، أصدرت إدارة بايدن قوانين تستثني مشتريها من ائتمان ضريبي بقيمة 7500 دولار، حسب شبكة سي إن إن.

وسبق أن حذّر البيت الأبيض من احتمال وجود أجهزة استشعار داخل السيارات، يمكنها مساعدة المخابرات الصينية في جمع بيانات عن المنشآت الأمريكية الحساسة، وفقا لمؤسسة المجلس الأطلسي.

وتنفي كاتل على موقعها هذه الادعاءات موضحة أنها "لا تجمع ولا تبيع ولا تشارك" أي بيانات، لأنها لا تستطيع التواصل مع أجهزة هذه المركبات.

مايكل دون، مؤسس شركة استشارات صرح لصحيفة الغارديان أن الولايات المتحدة بعيدة بسنوات عن صناعة "البطاريات وسلاسل توريد البطاريات والمعادن المهمة".

وللحاق السريع بالصين، يتوقع أن تستغرق أميركا بين 5 و10 أعوام ولكن ذلك سيضع هدف بايدن المتمثل في أن تكون ثلثي مبيعات السيارات الجديدة عبارة عن سيارات كهربائية بحلول عام 2032 بعيد المنال.

وفي الوقت الذي تتخوف منه أميركا من اجتياح البطاريات الصينية السوق الأميركية، ثمة قلق أكبر ذكرته مجلة بلومبيرغ وهو تكلفة السيارات الكهربائية الصينية التي ستوفر للأميركيين 50 ألف دولار على الأقل.