هجوم Mall سيدني.. "إرهابي" على سبيل الاحتياط

فلنبدأ من لحظة النهاية. لم ينته مشهد المركز التجاري المروّع في بوندي سوى حين ظهرت المفتشة، إيمي سكوت، التي أطلقت النار على المهاجم وأردته قتيلاً. إلا أنه كان قد تمكن بالفعل من قتل 6 أشخاص.

لاحقاً، أعلنت الشرطة أنها تعرفت على المهاجم، وهو رجل أسترالي يُدعى جويل كوتشي، يبلغ من العمر 40 عاماً، وربما عانى من مشكلات نفسية سابقاً.

أعلنت الشرطة كذلك أنه لم يكن هناك ما يشير إلى أن للهجوم دوافع دينية، حسب وكالة رويترز.

ولكن قبل أن تُصبح هوية المهاجم معلومة، انتشرت استنتاجات مبكّرة حول دوافع المهاجم، وربما علاقة بالتطرّف.

خلال الساعات التالية على الهجوم انتشرت على الإنترنت تعليقات معادية للإسلام ومعادية للمهاجرين، فضلا عن تكهنات بشأن لون بشرة المهاجم وديانته، وذلك حسب ما تصف الباحثة في مجال المعلومات المضللة، إسترتشان، لصحيفة الغارديان البريطانية.

تقول تشان إن العديد من الحسابات الإلكترونية من خارج أستراليا، شاركت مقاطع فيديو للحادث لم يتم التحقق منها، إلى جانب تعليقات ذات نبرة عنصرية ومعادية للإسلام.

إلا أن الأمر لم يتوقف لدى حدود مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بحسب الغارديان، بل تداول الاستنتاجات ذاتها شخصيات إعلامية وقادة سياسيين من اليمين المتطرّف بالمملكة المتحدة الذين زعموا أن الهجوم كان "مدفوعاً بالعقيدة الإسلامية".

بعد فترة وجيزة من الهجوم، كان ما يزال احتمال "الإرهاب" مطروحاً، جاء ذلك على لسان مساعد مفوّض شرطة نيو ساوث ويلز، أنتوني كوك، الذي نقلت عنه شبكة سي إن إن قوله إنهم "لا يستبعدون أي شيء" في هذه المرحلة، بما في ذلك الإرهاب.

ولكن لاحقاً، تبدلت السرديّة بعد أن كُشفت هوية جويل كوتشي، الذي أكد كوك أنه معروف لدى الشرطة.

وقال مساعد مفوض الشرطة لاحقا: "لا يوجد حتى الآن أي شيء لدينا، ولا معلومات تلقيناها، ولا دليل حصلنا عليه أو معلومات مخابراتية جمعناها تشير إلى أن هذا الهجوم كان له أي دافع معين أو أيديولوجية ما".

ركزت الشرطة على قائمة ضحايا الحادثة، فرجحت أن كوتشي ربما كان يستهدف النساء، إذ أن 5 من أصل 6 أشخاص قتلوا كانوا نساء، بينما يأتي أغلب المصابين من النساء أيضاً.

وقالت كارين ويب، مفوضة شرطة نيو ساوث ويلز لهيئة الإذاعة الأسترالية: "من الواضح بالنسبة لي، ومن الواضح للمحققين... أن الجاني ركز على النساء وتجنب الرجال".

رغم أن أغلب التكهنات بشأن هوية المهاجم جاءت بعيدة عن الواقع، صدقت التكهنات في شيء، أن الحادث ارتبط برجل مسلم.

غير أن الرجل المسلم لم يكن المُهاجم، وإنما أحد الضحايا الستة الذين قُتلوا داخل المركز التجاري.

يُدعى الرجل فراز طاهر ويبلغ من العمر 30 عاماً، ووصل إلى استراليا في العام الماضي كلاجئ من باكستان، وفقاً لبيان صادر عن الجماعة الإسلامية الأحمدية في أستراليا التي انتمى إليها طاهر قبل مقتله.

فراز طاهر كان الرجل الوحيد الذي قُتل خلال أحداث المركز التجاري، وهو أحد حراس الأمن في المركز، وفقا لوكالة رويترز.