سياسة
.
لم يتوقف الجدل في وسائل الإعلام الجزائرية والمغربية، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي في البلدين، التي ظلت تتابع باهتمام مستجدات أزمة طارئة، بمطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائر، سببها قميص كرة قدم.
بحسب تقارير مغربية، فإن بطل القصة هو فريق نهضة بركان المغربي، الذي تم احتجازه في مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة من قبل السلطات، وذلك احتجاجا على قميص الفريق.
وبحسب تقارير فإن السلطات الجزائرية رفضت السماح بدخول قمصان فريق نهضة بركان، بسبب طباعة خريطة المغرب بالكامل، والتي تتضمن الصحراء المغربية، (الغربية بحسب الرواية الجزائرية).
وسافر نهضة بركان إلى الجزائر، الجمعة، من أجل مواجهة فريق اتحاد العاصمة الجزائري، الأحد 21 أبريل، في ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية.
ويعد نهضة بركان الفريق المغربي الوحيد المتبقي في المنافسات الأفريقية هذا العام.
بحسب موقع هسبريس المغربي فإن بعثة نادي نهضة بركان تم احتجازها لمدة 10 ساعات داخل مطار هواري بومدين، قبل أن يتم السماح لها بالذهاب إلى الفندق.
وانتشرت مقاطع فيديو وصور لبعثة نهضة بركان وهي تفترش أرض المطار، وتؤدى الصلاة داخل الصالة.
وبسبب طول فترة الانتظار؛ أجرى المعدّ البدني للفريق حصة تدريبية للاعبين داخل صالة انتظار الأمتعة بهدف تخفيف الأحمال.
بحسب هسبريس، فإن بعثة نهضة بركان تعرضت لمعاملة سيئة من الأمن الجزائري، والذي بحسبها "أقدم على محاولة طرد بعض اللاعبين من المطار".
بدوره، أكد موقع Le 360 sport المغربي الناطق بالفرنسية، أن السلطات الجزائرية بالمطار عرضت على بعثة نهضة بركان وضع شريط لاصق لتغطية خريطة المغرب الموجودة أعلى القمصان، مقابل السماح بمغادرة أمتعتهم للمطار، لكن البعثة الإدارية رفضت القرار، لتبقى الأمتعة بالمطار.
في المقابل، أكد موقع قناة النهار الجزائرية أن بعثة نهضة بركان حظيت باستقبال مميز بالورود في مطار هواري بومدين، وقالت إن رئيس نادي اتحاد العاصمة حسينة كمال كان في مقدمة المرحبين بالبعثة المغربية.
وقال الموقع إن عملية وصول واستقبال نهضة بركان جرى في ظروف عادية دون أي تعقيدات.
لكن موقع القناة اعترف بأن أمن المطار طلب من بعثة المغرب نزع الخريطة من القمصان، بسبب مخالفة القوانين الأساسية للفيفا.
وفي تقرير آخر نقلت الصحيفة إشادة أحد لاعبي نهضة بركان ومدربه التونسي معين الشعباني، بالاستقبال.
تشتعل وسائل التواصل الاجتماعي حاليا بين المغردين المغاربة والجزائريين، وتدور غالبية النقاشات حول "الشعارات السياسية التي تمنعها قوانين فيفا".
وتنص المادة الرابعة من قانون فيفا على ضرورة عدم حمل "معدات وقمصان الفرق أي شعارات، أو بيانات، أو صور سياسية، أو دينية أو شخصية".
ومن هنا يرى المدافعون عن وجهة النظر الجزائرية أن القميص يحمل شعارا سياسيا، لأن الخلاف على محتوى الخريطة.
أما وجهة النظر المغربية، فترى أن الامر لا يمت بصلة للسياسة لأنه يحمل الخريطة الرسمية للمملكة.
ونقلت تقارير صحافية مغربية أن شروط المسابقة تحتّم على كل فريق إرسال تصميمات قمصانه للجنة المنظمة في الكاف قبل أي بطولة، وهو ما حدث ووافق عليه الكاف بما فيه قميص خريطة المغرب.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها قميص كرة قدم في أزمة بين المغرب والجزائر.
وفي 2022، أثار القميص الاحتياطي للمنتخب الجزائري حفيظة المغاربة، ما دفع المغرب للاحتجاج على شركة أديداس المصممة للقميص، بسبب ما اعتبره "استيلاء ثقافي على أحد أشكال المغرب واستخدامه في غير سياقه"، في إشارة إلى "الزليج المغربي".
من المتوقع أن يجتمع مجلس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، الكاف، السبت، بالمملكة المغربية لمناقشة الأزمة، وقضية المعدات.
وبحسب موقع Le 360 sport، فإن رئيس الكاف الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي سيجتمع السبت مع رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع من أجل إيجاد حل للأزمة، وسط توقعات بأن تلعب المباراة في وقتها.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة