دمى "علب السردين".. وسيلة أطفال غزة للفرحة

شأنه شأن أغلب أهالي مدينة غزة، اضطر مهدي كريرة للنزوح تحت وطأة القصف، فترك مدينته ومتجره واستقر في دير البلح بوسط قطاع غزة.

بالرغم من الرحلة القاسية، مازال كريرة يدندن الأغنيات بينما يعمل في مشغله الجديد، حيث يأمل أن تتسبب الدُمى التي يصنعها بيديه في رسم بسمة على وجوه الأطفال النازحين منذ أشهر طوال.

فيقول بينما يتفقد ألعاب متحركة صنعها، لوكالة فرانس برس: "هذه الدمى تجعل الأشياء من حولنا جميلة".

على الجدران من حوله، علق كريرة مجموعات من الدُمي، بعضها نُحت من الخشب، وبعضها من العبوات المعدنية، يمكن لصانع الدُمى أن يجعل ألعابه تتحرك بواسطة خيوط مثبته في أطرافها.

في السابق، كان يمكن لكريرة أن يتخير المواد الخام التي يصنع من خلالها الدُمى، ولكن الآن يصعب عليه الحصول على تلك المواد، فيضطر إلى اللجوء لما توفره البيئة من حوله؛ بعض المخلفات وشباك الصيد وعلب السردين القديمة والمختومة بشعار الأمم المتحدة.

يُطلي كريرة تلك المعلبات بالألوان، ويحولها بيد مهارة إلى دمية.

يحاول صانع الألعاب أن يجد نقطة مضيئة في خضم ظروف الحرب العسيرة فيقول: "استخدام هذه المواد المستعملة يحمل فوائد بيئية".

لكنه يتذكر أيضا خسائر الأشهر الستة الماضية، فيقول: "للأسف، خسرت بعد النزوح الدمى وعملي في المسارح. تركت كل شيء في مدينة غزة".

كما استحالت المسارح ركام، غادر الجمهور منازلهم، فتشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إلى أن الحرب في غزة تسببت بنزوح نحو 850 ألف طفل في غزة، ويلجأ عدد كبير منهم إلى مخيمات حول دير البلح.

لكن كريرة يتمسك بالاستمرار في مهنته رغم احتدام المعارك من حوله، ويقول وهو يجلس بجانب كماشته ورأس دمية مطلي: "أحاول تقديم عروض لإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال في مخيمات النزوح..المهم هو أن نبقى متجذرين في هذه الأرض رغم العدوان".

ويضيف كريرة: "المهم هو أن تبقى وفيا لعملك..لكل منا عمله ومواهبه وفنه، وهو ما يتيح مواصلة نشاطنا رغم الحرب".