واشنطن تبحث استقبال لاجئين من غزة بـ"خطة مستحيلة"

حسنا، حتى الآن، لا تعدو الخطة الأميركية محض مناقشات مقترحات متبادلة ما بين مسؤولين في وكالات فيدرالية مختلفة، للتوصل إلى صيغة إعادة توطين غزيين في الولايات المتحدة.

في أحد المقترحات، من المفترض أن يضطلع "برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة" بالترحيب بهؤلاء اللاجئين، شريطة أن:

• يكون لديهم أفراد عائلة مباشرين في الولايات المتحدة، يحملون الجنسية أو الإقامة الدائمة
• يجب أن يتمكن هؤلاء المرشحين للحصول على بطاقة اللجوء من تخطي معبر رفح إلى الأراضي المصرية.

• تعين على المتقدمين للجوء كذلك المرور بسلسلة من الفحوصات الأمنية،
• إضافة إلة فحوصات للتأكد من أهليتهم للجوء
• فحوصات الطبية، قبل التمكن من السفر أخيرا للولايات المتحدة.

سوف يأتي السفر إلى الولايات المتحدة ما إذا تم تحت حالة "لاجئ" بقائمة من المزايا، كالإقامة الدائمة في الولايات المتحدة على سبيل المثال.

بالإضافة إلى مزايا "إعادة التوطين" ومن بينها إمكانية الحصول على دعم للحصول على مسكن وغيره من الخدمات، بالإضافة إلى طريق ممهدة للوصول إلى الجنسية الأميركية.

إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة، فكي يتمكن أهالي غزة من التقدم لطلب اللجوء والمُضي في الإجراءات، وإثبات أهليتهم للسفر إلى الولايات المتحدة، عليهم المرور بعقبة شديدة التعقيد، وهي مغادرة منطقة الحرب من الأساس، أي العبور إلى الجهة المصرية من معبر رفح في جنوب قطاع غزة.

حتى قبل أن يندلع القتال في قطاع غزة، كان تخطي معبر رفح عملية معقدة، إذ تتطلب التقدم بطلب مبدئي للعبور، وانتظار الموافقة عليه من عدمها.

خلال فترة الانتظار، يقع أهالي غزة تحت رحمة الوسطاء الذين يطالبون بمبالغ مالية طائلة من أجل ضمانة ظهور أسمائهم في القوائم النهائية للمصرح لهم العبور، بحسب تقرير أعدته صحيفة The Economist.

في العام 2022 قدرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن تكلفة العبور الخفية تبلغ 700 دولار أميركي للشخص الواحد، ولكن بعد اندلاع الحرب، بلغت التكلفة بين 5-8 آلاف دولار أميركي على الأقل للشخص البالغ، وحوالي 2500 دولار للطفل.

أغلب أهالي غزة يعجزون عن توفير مثل تلك المبالغ في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهور والحصار التام، فيلجأون لأقاربهم في الخارج لجمع الأموال عن طريق التبرعات.

تحدثت الصحيفة الأميركية مع محمود الغرابلي، وهو طبيب مقيم في الولايات المتحدة تمكن من إخراج 16 شخصا من عائلته من قطاع غزة عن طريق جمع التبرعات، فيقول: "أشعر بالغضب أنني اضطررت إلى شحذ المال للتمكن من إنقاذ عائلتي".

لا يمكننا القول إن الولايات المتحدة تفتح ذراعيها تماما للاجئين الفلسطينيين، فعلى مدار ٢٠ عاما الماضية أعادت الولايات المتحدة توطين حوالي مليون لاجئ، بحسب تقرير لشبكة سي إن إن، ألفي شخص من هؤلاء فقط كانوا فلسطينيين.

ويشير التقرير إلى أن قلة عدد اللاجئين الفلسطينيين تعود بشكل ما إلى الطريقة التي تقبل بها الولايات المتحدة اللاجئين، حيث يأتي أغلب اللاجئين إلى الولايات المتحدة عن طريق "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة، بينما تتعامل غالبا وكالة الأونروا مع الفلسطينيين.

بالرغم من ذلك تضاعفت أعداد الأشخاص الذين يزعمون أنهم من أصول فلسطينية حوالي 4 مرات في الولايات المتحدة على مدار الـ 30 عام الماضية.