سياسة
.
مع شروق شمس يوم السابع من مايو ٢٠٢٤ أعلن الجيش الإسرائيلي السيطرة على الجهة الفلسطينية من معبر رفح البري الواقع جنوبي قطاع غزة، وظهرت صور رفع العلم الأزرق ونجمة داوود عليه.
يأتي هذا بعد يوم واحد من أوامر إخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي للسكان في المناطق الشرقية من المدينة المكتظة بالإجلاء، أعقبتها غارات في اليوم ذاته على هذه المناطق.
سياسيا؛ أعلنت حركة حماس الموافقة على المقترح الخاص باتفاق الهدنة وصفقة الرهائن لكن إسرائيل أكدت أنها ماضية في خطة اقتحام رفح.. فماذا حدث في الساعات القليلة الماضية؟
"السيطرة العملياتية على معبر رفح" هو الإعلان الذي خرج به الجيش الإسرائيلي بعد قصف شرق رفح، لتدخل الدبابات داهسة العلم الفلسطيني مستبدلة إياه بالعلم الإسرائيلي.
وقد أكد الجيش الإسرائيلي سيطرته في بيان قال فيه إن "القوات الخاصة تمشط المنطقة"، مشيرا إلى أن قواته "تعمل في منطقة محددة في شرق رفح"، وزعم أنه تم إجلاء الغالبية العظمى من السكان في منطقة العمليات العسكرية.
وقال إن معبر كرم أبو سالم مغلق لأسباب أمنية وسيعاد فتحه عندما يسمح الوضع الأمني.
نتيجة لذلك، أغلق المعبر من الجانب الفلسطيني نتيجة وجود الآليات الإسرائيلية لتتوقف حركة السفر ومرور المساعدات للقطاع الذي يعاني من أزمة إنسانية، بحسب ما قال متحدث باسم هيئة المعابر في غزة لرويترز.
أتى ذلك بعد ساعات من استهداف الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية، الثلاثاء 7 مايو، محيط المعبر وسمعت أصوات إطلاق نار واشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية مسلحة.
وكثفت القوات الإسرائيلية، مساء الإثنين 6 مايو، من قصفها المدفعي والجوي لمناطق شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في ظل رصد لحركة آليات عسكرية إسرائيلية عند السياج الحدودي الفاصل شرقي المدينة.
وأطلق الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف قنابل مضيئة في سماء مدينة رفح خاصة المناطق الشرقية، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي صباح الإثنين، بدء عملية عسكرية في رفح والمباشرة في إجلاء السكان الفلسطينيين "قسرا" من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة.
أعلن الجيش الإسرائيلي تفاصيل سيطرته على معبر رفح البري من الجهة الفلسطينية وعمليته في شرقي المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الثلاثاء، عبر حسابه على إكس عن:
ويقول مراسل القناة ١٤ الإسرائيلية بيتون روسين إن الهدف من هذه العلمية الآتي:
بعد مفاوضات وتحركات، أعلنت حركة حماس مساء الاثنين موافقتها على المقترح المصري القطري للهدنة في غزة.
وقالت حماس في بيان إنّ رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى الإثنين "اتصالاً هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهما موافقة حركة حماس على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".
في المقابل ردت إسرائيل أن هذا الرد لا يلبي مطالبها.
نتيجة لذلك، أكدت إسرائيل أنها ماضية في اقتحام رفح الواقعة على الحدود المصرية، بعد أن طلبت من سكان أحيائها الشرقية الإجلاء الفوري.
وجاء الرد عبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببيان جاء فيه "حكومة الحرب قررت بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة ضغط عسكري على حماس من أجل المضي قدما في الإفراج عن رهائننا وتحقيق بقية أهداف الحرب".
أما المفاوضات فقالت عنها إنه "على الرغم من أنّ مقترح حماس لا يلبّي مطالب إسرائيل الأساسية، فإنّ إسرائيل سترسل وفداً للقاء الوسطاء".
يشعر مسؤولون إسرائيليون بـ"الإحباط" من الدور الأميركي في مفاوضات الهدنة وإطلاق سراح الأسرى في غزة، بحسب ما نقل موقع أكسيوس عن مصادر.
وأشار الموقع إلى أن بعض المسؤولين في إسرائيل يزعمون أن الإدارة الأميركية كانت على علم بمقترح اتفاق الأسرى والهدنة في قطاع غزة، ولم تطلع إسرائيل عليه قبل إعلان حركة حماس الموافقة عليه.
في الجانب الآخر، رد مسؤول أميركي في تصريح للموقع قائلاً: "لقد تواصل الدبلوماسيون الأميركيون مع نظرائهم الإسرائيليين، ولم تكن هناك مفاجآت".
وقال المسؤول الأميركي إن "هذه عملية صعبة للغاية حيث تتم المفاوضات من خلال وسطاء في الدوحة والقاهرة".
في سياق متصل، قال مسؤول أميركي مطلع على مفاوضات الهدنة لرويترز إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب لم يتعاملا مع أحدث مرحلة من المفاوضات بنية صادقة على ما يبدو".
قبل السيطرة على المعبر الحيوي، كانت التحذيرات الدولية والعربية تتزايد من الخطوة الإسرائيلية التي تؤدي إلى مزيد من التداعيات.
وأضاف "ما زال سكان غزة يتعرضون للقصف والأمراض وحتى المجاعة. واليوم قيل لهم إن عليهم النزوح مرة أخرى مع تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح".
وعربيا، حذرت مصر إسرائيل، الإثنين، من مغبة شن عملية عسكرية في رفح، قائلة إنها تنطوي على "مخاطر إنسانية بالغة".
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، إن مصر تدعو إسرائيل إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
وناقش وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مع وزيري الخارجية المصري والقطري مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، وجهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتبادل الأسرى والرهائن، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، وام.
حذرت المملكة العربية السعودية "من مخاطر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح ضمن حملتها الدمويّة الممنهجة لاقتحام كافة مناطق قطاع غزة وتهجير سكانه نحو المجهول، في ظلّ انعدام الملاذات الآمنة بعد الدمار الهائل الذي تسبّبت به آلة الحرب الإسرائيلية"، بحسب واس.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة