كيف التقى "ولد عبدالله" بعنصر من فاغنر في قرية موريتانية؟

نفى وزير الداخلية الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين خلال زيارته للقرى الحدودية مع مالي وجود مشكلة حدودية، لكنه أقر بأن الحدود بين البلدين لم يتم ترسيمها بعد، مردفا أن لجنة فنية مشتركة بين الدولتين لا تزال تتابع هذا الملف.

• في بداية أبريل 2024، نفذ الجيش المالي وقوات فاغنر الروسية عمليات "مكافحة الإرهاب" في قرى حدودية قال الجانب المالي إن جماعات إرهابية تنشط فيها.

• في منتصف أبريل، ومباشرة بعد اجتماعات ثنائية عُقدت في نواكشوط، قُتل 7 مدنيين موريتانيين على يد الجيش المالي في منطقة فالو الحدودية.

• في 19 أبريل، استدعت موريتانيا سفير مالي في نواكشوط للاحتجاج مرة أخرى على "الاعتداءات المتكررة" "ضد المواطنين الموريتانيين"، وأعقبت ذلك مناورات عسكرية موريتانية على الحدود.

منذ استقلال موريتانيا ومالي عن فرنسا في العام 1960، لم يتمكن البلدان من ترسيم الحدود بينهما، لذا من الصعب "معرفتها بشكل دقيق" بحسب ما قاله والي ولاية الحوض الشرقي إسلم ولد سيدي لوكالة الأنباء الموريتانية، موضحاً أن هناك "قرى موريتانية داخل الأراضي المالية، وقرى مالية داخل الأراضي الموريتانية".

وقال ولد سيدي إن السلطات من الجانبين تتعامل وفق المتعارف عليه لدى السكان، أي "القرية التي توجد فيها مدرسة موريتانية ويحمل سكانها الجنسية الموريتانية تعتبر قرية موريتانية، والقرية التي توجد فيها مدرسة مالية ويحمل سكانها الجنسية المالية تعد قرية مالية".

المدير المساعد للأمن الموريتاني السابق محمد عبد الله ولد آده قال في تدوينة له عبر موقع إكس: "تمارس موريتانيا سياسة ضبط النفس في تسيير علاقتها مع الجار الشقيق لمعرفتها الدقيقة بأهمية المصالح المشتركة الضاربة في القدم".

وأضاف أن "اليد الحديدية ليست الطريق الأسلم في هكذا أزمات؛ حيث تفرض الجغرافيا إكراهات لابد من التعامل معها رغم الألم وضغط الرأي العام وذوي الضحايا المكلومين".

على الرغم من التوتر الذي يعرفه البلدين الأفريقيين من وقت لآخر، هناك مصالح متبادلة تصب لصالحهما، ومن بينها:

• تتشارك موريتانيا ومالي في الحدود الجغرافية والدين والثقافة ويربط بين مواطنيهما علاقة قرابة نظرا لامتداد مجموعات عرقية في كلا البلدين.

• يوجد بموريتانيا ربع مليون لاجئ مالي جراء تدهور الوضع الأمني في مالي.

• مالي دولة غير ساحلية وتعتمد بشكل كبير على ميناء نواكشوط للاستيراد من الخارج والتصدير أيضا.

• توفر إدارة ميناء نواكشوط لمالي ميزات خاصة تتعلق بالتفريغ والتخزين

• تستفيد مالي من الطرق البرية الموريتانية التي تسلكها شاحنات البضائع القادمة من الجزائر والمغرب.

• تستقطب موريتانيا اليد العاملة المالية، لاسيما في مهن الحرف اليدوية والأعمال المنزلية.

• تعتمد تربية المواشي في موريتانيا على الأراضي المالية التي تتوفر على مراعي خصبة وغابات كثيفة.