أكثر من مجرد تعاون اقتصادي.. ما أسرار زيارة بوتين للصين؟

يشرح الباحث ماكس هيس، زميل معهد أبحاث السياسة الخارجية أن بوتين يطمح للحصول على صفقة بيع الغاز الطبيعي الروسي عبر خط أنابيب "باور أوف سيبيريا 2" الجديد والذي يُتوقع أن يدخل الخدمة عام 2025.

يقول ماكس إن بوتين سيحاول من خلال زيارته للصين الحصول على المزيد من الدعم الصيني لاقتصاد الحرب الروسي وذلك بتعزيز العلاقات التجارية التي تسمح لروسيا باستيراد المعدات والمواد والتكنولوجيا التي تستعمل في الصناعات الدفاعية، حسب تصريحه لشبكة سي إن بي سي الأميركية.

إلى جانب ما سيتم التوصل إليه في الزيارة يومي 16 و17 مايو، يسعى الطرفان منذ فترة لتحقيق نظام عالمي جديد "متعدد الأقطاب" يحد على النظام الحالي ذو الأحادية القطبية والذي تسيطر عليه الولايات المتحدة منذ الحرب الباردة.

ويقصد "بتعدد الأقطاب" خلق نظام عالمي تتوزع فيه القوة بين دول العالم عوض تمركزها في الولايات المتحدة، بحسب فيليب إيفانوف، مؤسس البرنامج الصيني الروسي بمعهد سياسات المجتمع الآسيوي.

وفي هذا الصدد، يقول وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "أصبحت الصين رائدة في التنمية العالمية. وهذا لا يناسب الولايات المتحدة، التي لا يمكنها السماح لأي شخص بأن يصبح أقوى وأكثر نفوذا من واشنطن. ولذلك، لدينا مع زملائنا الصينيين مصلحة موضوعية في مواصلة قيادة الجهود الرامية إلى إقامة نظام عالمي أكثر عدلا وديمقراطية".

بالمقابل، يشرح تقرير لمجلة فورين بوليسي أن نظام العالم ليس أحادي القطب كما هو معتقد لإن الصين والولايات المتحدة تمتلكان بالفعل من القوة الاقتصادية والعسكرية والنفوذ العالمي الذي يضعهما في عالم متعدد الأقطاب.

وبتقارب الصين وروسيا بشكل أكبر، يرى خبراء أن هناك مخاطر من شأنها أن تؤثر على اقتصادهما وعلى مستقبل علاقتهما.

الضغوط الأميركية والأوروبية على بكين في تصاعد إذ فرضت حديثا أكثر من 300 عقوبة على شركات صينية تدعم روسيا في حربها على أوكرانيا، وفقا لشبكة سي إن إن.

كما قد يتأثر النظام المصرفي الصيني. إليزابيث ويشنيك المتخصصة في العلاقات الصينية الروسية في مركز الأبحاث الأميركي، سي إن أي، تقول لوكالة أسوشيتدبرس إن "البنوك الصينية قلقة بشأن الأثر على سمعتها وتسعى إلى تجنب عقوبات كبرى".

في هذا الشأن، يرى علي واين من مجموعة الأزمات الدولية أنه "إذا كانت الصين ترغب في الحفاظ على تخفيف الفتور تكتيكيا في علاقاتها مع الولايات المتحدة والحد من التقارب الأميركي الأوروبي في مجال السياسة حيال بكين، فعليها أن تأخذ على محمل الجد التهديد الأميركي بفرض عقوبات على مؤسساتها المالية"، وفقا لوكالة أسوشيتدبرس.

لكن ألكسندر غابويف، مدير مركز كارنيغي روسيا وأوراسيا في برلين، يعتقد أن "الروس ليسوا عاطفيين أو ساذجين ويعرفون جيدا أن العلاقات مع الغرب مهمة جدا بالنسبة إلى الصين" لكنهم "على يقين بأن الصين لن تخذلهم".