القاهرة 1943.. ما علاقة العاصمة المصرية بأزمة تايوان؟

في نهاية العام 1943، اجتمع رئيس الولايات المتحدة، فرانكلين روزفلت، ورئيس الوزراء البريطاني، إضافة لرئيس جمهورية الصين، قبل وصول الحزب الشيوعي للبر الصيني، في فندق مينا هاوس، عند سفح الأهرامات المصرية، ليتشاوروا في أمر مواجهة العدو المشترك حينها "اليابان".

توصل الحلفاء الـ3 إلى إعلان سمي باسم العاصمة المصرية، القاهرة عام ١٩٤٣، يقول إن الأراضي التي سرقتها اليابان من الصين مثل منشوريا وفورموزا (تايوان) وبيسكادوريس (جزر بنغو) يجب أن تعود إلى "جمهورية الصين"، وقد تم تأكيد العمل على تنفيذ ذلك في إعلان بوتسدام عام ١٩٤٥.

انتهت الحرب العالمية الثانية، واستسلمت اليابان، وعادت تايوان للصين، لكن عادت حرب أهلية لتطفو على السطح بين "الكومنتانغ" "جمهورية الصين" بقيادة تشيانغ كاي شيك، والحزب الشيوعي الصيني لتنتهي بانتصار الثانية عام 1949.

أقام الشيوعيون الصينيون بزعامة ماوتسي تونغ "جمهورية الصين الشعبية" على البر الصيني، أما جمهورية الصين فنزحت وقيادتها إلى تايوان لتنشب أزمة الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءا منها.

من وجهة نظر بكين، فإن الصين، ممثلة في جمهورية الصين حينها، أصبحت تمارس السيادة على تايوان وبنغو منذ عام 1945، وأن الصين الشعبية التي أعلنت في أكتوبر ١٩٤٩ خلفت جمهورية الصين، ولم تتغير سيادة الصين على أراضيها ومن بينها تايوان.

وتشير بكين إلى أنها أصبحت ممثل البلاد الشرعي بحكم قرار الأمم المتحدة الصادر عام 1971، وأن هناك مقعدا واحدا للصين في المنظمة الدولية، وتاليا لا توجد "صينين" ولا صين واحدة وتايوان واحدة بحسب الكتاب الأبيض الثالث الصادر عن بكين عام 2022.

على الجانب الآخر، يرى حزب الكومنتانغ المعارض التايواني في الوثيقة أهمية، مثلما قال الرئيس السابق ما يينغ جو عنها، لا سيما إنها تنص على أن تعيد تايوان إلى "جمهورية الصين" بحسب موقع رئاسة تايوان.

أما الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يسعى للاستقلال فله وجهة نظر مختلفة، فمع صعود الرئيسة السابقة، تساي إنغ وين، اتخذ خطوة تغيير في المناهج المدرسية، لكي لا يُدرس إعلان القاهرة في مدارس تايوان باعتباره التعريف القانوني لوضع تايوان بحسب ذا دبلومات.

ويرى البعض أن الإعلان لم يعد ممثلا قانونيا لوضع تايوان نظرا لوجود اتفاقية سان فرانسيسكو التي وقعتها اليابان مع بعض الدول عام ١٩٥١ وأعلنت تنازلها عن أي حقوق أو مطالبات بتايوان وبنغو.

يضاف إلى ذلك اتفاق السلام بين اليابان وتايوان المعروف باتفاق تايبيه عام ١٩٥٢ والتي تؤكد مادته الثانية ما جاء في سان فرانسيسكو بحسب جامعة كاليفورنيا الجنوبية.

نص الإعلان على "تجريد اليابان من جميع الجزر في المحيط الهادئ التي استولت عليها أو احتلتها منذ بداية الحرب العالمية الأولى في عام 1914"، وأيضا على استقلال كوريا التي كانت واقعة تحت الاحتلال الياباني.

ونص الإعلان في هذا الجانب على "القوى العظمى الثلاث المذكورة أعلاه، إذ تضع في اعتبارها استعباد الشعب الكوري، مصممة على أن تصبح كوريا حرة ومستقلة في الوقت المناسب".

وقد أصبح الإعلان مرجعا رئيسيا بالنسبة للصين في ما يخص تايوان، وبالنسبة لكوريا الجنوبية فهو مرجع مهم جعلها تقيم نصبا تذكاريا في حديقة تشرشل في مينا هاوس يتضمن الجملة التي نصت على استقلالها عام ٢٠١٥ بحسب موقع الخارجية الكورية.