"قاهر الدب".. هل حدد بوتين خليفته؟

يحكي أليكسي ديومين عن الواقعة قائلا، إنه واجه دبا كان يحاول دخول مقر إقامة الرئيس الروسي في أثناء نومه، ونجح في إبعاده دون أن يقتله، الأمر الذي نال إعجاب بوتين بشدة.

ويروي ديومين قصة تفوّقه على الدبّ، قائلا: "كان الوقت متأخرا من الليل، واستغرق الرئيس بوتين في نومه بمسكنه على سفح الجبل في أعماق روسيا، وفُوجئت بأحد الحراس يصيح في الراديو الداخلي ويحذرنا من أن هناك دبا في الطريق إلينا".

ويسترسل ديومين في رواية الدب: "اعتقدت في البداية أن الحارس يمازحني، لكنني ذهبت إلى باب المنزل لتفقد الحالة الأمنية فوجدت دبا ضخما يقف أمامي، وكانت الأبواب المحيطة كلها زجاجية، والرئيس نائم في الطابق العلوي، ولحسن الحظ أنا مسلح دائما بطبيعة الحال، ففتحت الباب وأطلقت النار باتجاه قدمي الدب مباشرة".

ويقول ديومين، إن الدب نظر في عينيه بعد إطلاق النار، ثم تراجع قليلا بعد أن أفرغ كل طلقات مسدسه عند قدميه، ورغم عدم إصابته بأي أذى، ذُهل الدب وتحرك في حذر وخطوات متثاقلة، يضيف أليكسي: "لقد كان دبا ذكيا للغاية، وعندما أبلغت الرئيس بوتين بالقصة كان سعيدا بأنني لم أقتل الدب".

قصة الدب كانت واحدة من بين عدة أحداث منحت أليكسي ثقة الرئيس الروسي، ليتحول من مجرد حارس يخيف الدببة إلى أحد خلفاء بوتين المحتملين في الرئاسة.

في الرابع عشر من مايو الجاري، عُين أليكسي كبيرا لمساعدي الكرملين، ليصبح أقرب المساعدين للرئيس بوتين وأكثرهم أهمية بالنسبة إليه، ويعتبره الإعلام الروسي "فتي بوتين الذهبي" الذي يعتمد عليه دائما.

يبلغ ديومين 51 عاما، وكان والده يعمل طبيبا عسكريا في الجيش الروسي، وفي عام 1995 التحق أليكسي بخدمة الحرس الفيدرالي الروسي، وكان حارسا للرئيس السابق، بوريس يليتسن، ورئيس الوزراء فيكتور تشيرنوميردين.

وبدأ ديومين العمل حارسا للرئيس فلاديمير بوتين في أغسطس 1999، وظل هكذا في الولايتين الأولى والثانية له، ويُعقب أليكسي: "كنت واحدا من بين الضباط الذين يعملون على ضمان سلامة وأمن الرئيس في كل مكان داخل روسيا وخارجها".

وعن طبيعة عمله في تأمين بوتين يقول أليكسي: "في كل صباح كنت أسلم الرئيس تقريرا عملياتيا، حول كل المناطق وحالات الطوارئ وفي بعض الأحيان كنت أعطي التعليمات للوزراء وتحديد مهام لرؤساء المناطق من أجل حماية الرئيس".

وظل ديومين يزيد من رصيد ثقته لدى بوتين، حتى عُين في 2012 نائبا لرئيس الحرس الشخصي الرئاسي، وفي 2014 بات نائبا لرئيس المخابرات العسكرية الروسية، وكان له دور كبير في ضم شبه جزيرة القرم لروسيا، ثم عُين في 2015 نائبا لوزير الدفاع.

واُنتخب أليكسي حاكما لمنطقة تولا عام 2016، وظهر في لقاء تلفزيوني مع بوتين يحصل على ثناء الرئيس الروسي على نمو الإنتاج الصناعي في منطقته.

خلال فترة حكمه التي وصلت 24 عاما، لم يلمح بوتين قط عن تصوراته حول الشخص الذي سيخلفه في منصب الرئيس، لكن بعد تعيين أليكسي الجديد ونيله الثقة الكبيرة، بات الشخص الأقرب لهذا المنصب.

وباتت مهمة الإشراف على الصناعة العسكرية ضمن مهام أليكسي، في وقت حساس وحاسم تحاول فيه روسيا تعزيز تفوقها في أوكرانيا واتساع رقعة السيطرة هناك، في خطوة وضعت ديومين إلى جانب الرئيس بوتين في الواجهة، لتعزز تكهنات توجهه إلى عرش الكرملين.

ويقول المحلل السياسي الروسي، عباس جالياموف، تعقيبا على إمكانية تولي أليكسي منصب رئيس روسيا بعد انتهاء حقبة بوتين: "هذا أمر غير مستبعد على الإطلاق، لقد أصبح ديومين سياسيا ماهرا للغاية، وقادرا على بناء تحالفات، ويمكنه المراوغة الدبلوماسية لتجنب صراعات غير ضرورية".

واتفق الصحافي الروسي المعارض البارز، ميخائيل زيغار، مع تصريحات جالياموف، حول إعداد أليكسي لخلافة بوتين، قائلا: "لقد بدا ديومين وكأنه نجم سياسي صاعد، ومتوافق مع سياسة الكرملين لاختيار زعيمه من الداخل المغلق".