"احتجاجات 22" ترسم ملامح سباق الرئاسة للشباب الإيراني

يلقي هذا التناقض في وجهات النظر الضوء على الانقسام في إيران. ويخوض المنافسة 5 من غلاة المحافظين وسياسي معتدل واحد وافق على ترشحهم مجلس صيانة الدستور.

وخطب المرشحون الـ6 ود الناخبين الشبان في الخطب ورسائل الحملات الانتخابية، واستخدموا السوشيال ميديا للوصول إلى من تقل أعمارهم عن 30 عاما الذين يشكلون 60% من السكان البالغ عددهم 85 مليون نسمة.

وقالت أتوسا لرويترز "هذه الانتخابات، مثل كل انتخابات في إيران.. سيرك. لماذا أصوت بينما أريد الإطاحة بالنظام؟"، ورفضت الكشف عن اسمها بالكامل لأسباب أمنية.

وأضافت "حتى لو كانت انتخابات حرة ونزيهة ولو كان جميع المرشحين قادرين على خوض السباق، فإن الرئيس في إيران لا يملك أي سلطة".

ونشر إيرانيون وسم "#سيرك الانتخابات" على نطاق واسع على إكس خلال الأسابيع القليلة الماضية، بينما دعا بعض الإيرانيين في الداخل والخارج إلى مقاطعة الانتخابات.

وفي ظل النظام الحالي، يدير الرئيس المنتخب الشؤون اليومية للحكومة، لكن سلطاته تخضع لسلطات الزعيم الأعلى، علي خامنئي، الذي له القول الفصل في القضايا الرئيسية مثل السياسات النووية والخارجية.

مثل الكثير من الشباب والشابات الإيرانيين، شاركت أتوسا في الاحتجاجات في عام 2022 التي أشعلت شرارتها وفاة الشابة الكردية، مهسا أميني، في حجز شرطة الأخلاق بعد القبض عليها بتهمة انتهاك قواعد ارتداء الحجاب.

وتصاعدت الاضطرابات لتصبح أكبر استعراض للمعارضة لحكام إيران الدينيين منذ سنوات.

وقُبض على أتوسا، التي كانت طالبة آنذاك، في أثناء الاحتجاجات وتحطم حلمها في أن تصبح مهندسة معمارية عندما طُردت من الجامعة عقابا على مشاركتها في المظاهرات.

وانتشرت ميليشيا الباسيج وهي قوة تابعة للحرس الثوري من متطوعين مدنيين، إلى جانب قوات الأمن النظامية خلال اضطرابات 2022 وساعدت في قمع الاحتجاجات بالقوة المميتة.

وقالت جماعات حقوقية إن أكثر من 500 شخص، بينهم 71 من القصّر، قتلوا، وأصيب المئات، واعتقل الآلاف في الاحتجاجات التي سحقتها قوات الأمن في نهاية المطاف.

ونفذت إيران 7 عمليات إعدام مرتبطة بالاضطرابات. ولم تعلن السلطات أي تقدير رسمي لعدد القتلى، لكنها قالت إن العشرات من قوات الأمن قتلوا في "أعمال شغب".

وقال رضا، وهو من منطقة نازي آباد في جنوب طهران وأغلب قاطنيها من محدودي الدخل: "سأضحي بحياتي من أجل الزعيم والجمهورية. التصويت واجب ديني. ومشاركتي ستدعم النظام".

وأضاف أنه سيدعم مرشحا من غلاة المحافظين يدافع عن "اقتصاد المقاومة" الذي صاغه خامنئي، وهي عبارة تعني الاكتفاء الذاتي اقتصاديا وتعزيز العلاقات التجارية مع الجيران بالمنطقة وتحسين التعاون الاقتصادي مع الصين وروسيا.

وترزح البيئة الاقتصادية تحت وطأة سوء الإدارة والفساد الحكومي والعقوبات المفروضة منذ 2018 بعد انسحابها من الاتحاد الدولي للشخص الذي أبرم في طهران عام 2015 مع 6 قوى عالمية.

ولدى رضا وأتوسا، وكلاهما ولدا بعد الثورة في 1979، مشاعر سلبية حيال مظاهرات 2022، وإن كان لكل منهما أسباب مختلفة.

رضا يلقي باللوم على الاحتجاجات في زيادة الضغوط على إيران من الدول الغربية التي فرضت عقوبات تستهدف قوات الأمن ومسؤولين إيرانيين على خلفية مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان. واتهمت طهران القوى الغربية بالوقوف وراء إثارة الاضطرابات.

وقال "كنت أتمنى لو لم تحدث الاحتجاجات.. استخدمها أعداؤنا ذريعة لممارسة الضغط على بلادنا".

أما أتوسا، فهي تتذكر تلك الفترة بحالة من الحزن. وقالت: "كنت متفائلة.. ظننت أن التغيير سيأتي أخيرا وسأتمكن من أن أعيش حياة بلا قمع في بلد حر... دفعت ثمنا باهظا، لكن النظام لا يزال موجودا".