حرب غزة في انتخابات بريطانيا.. المسلمون يبحثون خياراتهم

قال مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، كريس دويل، لبلينكس إن غزة تعتبر "قضية ضخمة بالنسبة للعديد من المسلمين البريطانيين الذين يشعرون بالغضب من الحكومة، ولكن أيضًا في كثير من الأحيان من موقف قيادة حزب العمال".

وبينما يتوقع حزب العمال أن يحصل على ما بين 60 إلى 70% من أصوات المسلمين البريطانيين، يستبعد دويل ذلك في انتخابات 2024، إذ يرى أن أصوات هذه الفئة من المجتمع البريطاني قد تذهب لحزب آخر أو لمرشح مستقل.

ويدعم استطلاع رأي أجرته شركة سافانتا لصالح موقع هايفن موقف دويل إذ تؤكد النتائج أن 86% من المسلمين البريطانيين، الذين صنفوا غزة كواحدة من أهم القضايا الـ 5 لديهم، سيصوتون لمرشح مستقل.

رافيت حسين، 51 عاما، مالك أحد المتاجر في أولدام المعروفة تاريخيا بالتصويت لحزب العمال قال لوكالة رويترز: "كنت مؤيدا لحزب العمال منذ فترة طويلة... لكن لم أعد كذلك، وأسرتي أيضا. لم نعد نؤيد حزب العمال".

ولمساعدة مرشحي الأحزاب الداعمة لفلسطين من الوصول إلى البرلمان، أطلقت منظمة "الصوت المسلم" حملة تشجع المسلمين على الانخراط في السياسة، وتسعى لجمع أصوات المسلمين ككيان واحد للمطالبة بقضايا تهمهم، مثل فلسطين.

وتساعد المنظمة، التي أنشأت في ديسمبر 2023 وتعتبر غير مسبوقة في بريطانيا، الناخبين في تحديد معلومات حول مرشحي الدوائر الانتخابية مع بعض توصيات بشأن من سيصوتون لصالحه أو ضده.

وتذكر منظمة "الصوت المسلم" على موقعها أن هذه الانتخابات ستحدث تحولا، قائلة إن صوت المسلمين "لن يظل أمرا مفروغا منه. نحن قوة قوية وموحدة مكونة من 4 ملايين فرد يعملون في انسجام تام".

استجابة للعمل الذي تقوم به منظمة الصوت المسلم، اتهم اليميني نايجل فاراج المسلمين بالانغماس في السياسة الطائفية وعدم مشاركة القيم البريطانية، حسب ما ورد على موقع منظمة كريستشن ساينس مونيتور.

وردا على ذلك، قال مستشار منظمة الصوت المسلم "في كل مرة يحاول فيها المجتمع المسلم التنظيم، (يصير الأمر) فجأة مؤامرة ومحاولة للاستيلاء على السلطة. وهذا يتعلق بمشكلة أكبر وأعمق وأقدم بكثير لها جذور في التصور الاستعماري للآخر".

من جهتها، نشرت صحيفة التلغراف تقريرا يشير إلى مخاوف من استعمال الدين كوسيلة للضغط على الناخبين، كما حصل عام 2015 عندما قام لطف رحمان بتخويف الناخبين من عواقب اختياراتهم الانتخابية ما بعد الحياة للظفر بأصوات الجالية المسلمة البنغالية في شرق لندن.

وأصدرت بريطانيا عام 2015 قانونا يتعلق بالتأثير الديني على الانتخابات في محاولة لمواجهة تأثير رجال الدين الكاثوليك في الانتخابات، إلى حد كبير في المقاطعات الجنوبية من أيرلندا.