"الذئاب الرمادية" في ملاعب أوروبا.. ماذا نعرف عنها؟

تأسست المجموعة الشبابية في ستينيات القرن الماضي، على يد ضابط سابق بالجيش يدعى ألب أرسلان توركش، وانتقلت منها إلى بعض الدول الأخرى، ويطلق عليها أيضا حركة الشباب المثالي.

وتورطت في وقت قريب من انقلاب 1980 في أعمال عنف سياسية بين اليساريين والقوميين أسفرت عن مقتل زهاء 5 آلاف شخص.

وتمثل الذئاب الرمادية الفرع الشبابي التابع لحزب الحركة القومية المتحالف منذ 6 سنوات مع حزب العدالة والتنمية الحاكم وزعيمه رجب طيب أردوغان.

خلال العقود التي تلت تأسيسه، اتهم التنظيم بالضلوع في عنف مسيس معظمه ضد جماعات يسارية.

وحظرت عدة دول أوروبية خلال السنوات الأخيرة الحركة، لتورطها في بعض العمليات "الإرهابية"، منها فرنسا وألمانيا، مستضيفة يورو 2024، والنمسا التي كانت خصم تركيا في موقعة ثمن النهائي التي احتفل فيها ديميرال بإشارتها.

وحظرت النمسا الإشارة بتحية "الذئاب الرمادية" التي يستخدمها القوميون بشكل موسع في تركيا.

يعود اسم الذئاب الرمادية إلى أسطورة قديمة تتحدث عن حرب إبادة تعرض لها الأتراك قديما ونجا منها طفل واحد اضطر للزواج من ذئبة وأنجب منها 12 شخصا أعادوا بناء الأقاليم التركية.

وعلى غرار النازية في ألمانيا، تجمع الحركة شبابا يؤمنون بنظرية تفوق العرق التركي، ويطمحون إلى توحيد المنتمين للقومية التركية حول العالم في بلد واحد، وهو ما تفسره تصريحات ميريه ديميرال تعليقا على الاحتفال.

وأثار تنفيذ ديميرال لاحتفاله على هذا النحو بعض ردود الفعل الغاضبة، التي اعتبرت أنه تعمد القيام بإشارات سياسية لاستفزاز الجماهير الألمانية والنمساوية، مطالبة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بمعاقبته.

تعتمد الحركة إشارة معينة بين أفرادها وأنصارها تتمثل في ضم أطراف أصابع الإبهام والوسطى والبنصر ومدها للأمام، ورفع كل من السبابة والخنصر، مما يشكل ما يشبه رأس الذئب.

واستخدم أردوغان هذه الإيماءة لأول مرة في خطاب له في مدينة مرسين في 13 مارس 2018.

تُعتبر جماعة الذئاب الرمادية الذراع العسكرية لحزب الحركة القومية. وكغيرها من التنظيمات اليمينية، فإنها تؤمن باستخدام العنف كأداة في العمل السياسي، وتوفر المبرر السياسي والأخلاقي لذلك، وقد سبق لها استخدام العنف إبَّان فترة الاضطرابات السياسية التي شهدتها تركيا في حقبة السبعينيات، والصراع بين القوة اليمينية واليسارية، بحسب صحيفة لوبوان الفرنسية.

ويُقدَّر أنها قامت بـ694 هجوماً خلال الفترة ما بين 1974-1980 راح ضحيتها الآلاف.

يتبنى حزب الحركة القومية أفكارا يمينية متعصبة تنطلق من مبادئ قومية وعنصرية، والحزب يدعو أيضاً إلى التواصل مع الأتراك أينما كانوا والعمل على توحيدهم في دولة واحدة، ويتبنى موقفاً عنصرياً تجاه الأقليات خصوصاً الأكراد والأرمن.

هذه الأفكار ذات طابع توسعي، إذ تعيش أقليات تركية في عدد من الدول التي تمتد من البلقان إلى آسيا الصغرى.

وعلى مدى السنين، تم إنشاء فروع للذئاب الرمادية في الأحياء والمدن الأوروبية التي تعيش فيها جاليات تركية كبيرة، في دول مثل ألمانيا وبلجيكا وهولندا وفرنسا، وذلك بهدف نشر أفكارها بينهم. وعادةً ما تمارس نشاطها في شكل مجموعات أو حلقات نقاش مغلقة ليست مفتوحة للجميع.

مُولت المنظمة في الماضي جزئيًا من اشتراكات الأعضاء، التي كانت 4 دولارات شهريًا في عام 1983، بحسب موقع كاونتر تيروريزم.

كما ارتبطت منظمة الذئاب بالأنشطة والمنظمات غير المشروعة في الثمانينيات والتسعينيات مثل تهريب المخدرات والأسلحة، والمافيا التركية، إذ تركزت تلك العمليات بشكل أساسي في بلغاريا وألمانيا. وفي السبعينيات، حصلت المنظمة على أسلحة من قبل منظمة مكافحة العصابات التركية، بحسب المصدر نفسه.

في العام 1983، قيل إن عدد أعضاء المجموعة "يبلغ نحو 18 ألفا في أوروبا، وتعمل كذراع تنفيذي لما يسمى الاتحاد التركي، كجزء من مزيج يضم 100 مجموعة يمينية تركية تتألف من 50 ألفا.

في عام 2017، ذكرت الوكالة الفيدرالية الألمانية للتربية المدنية أن الذئاب "تجاوزت النازيين الجدد كأكبر مجموعة يمينية متطرفة" في ألمانيا.

وفي حين أن الأعداد الدقيقة للأعضاء في تركيا غير معروفة، فإن المنظمة لديها فروع في معظم المدن في تركيا، بما في ذلك المناطق ذات الأغلبية الكردية.

وفي السبعينيات، أنشأت الجماعة معسكرات كوماندوز وجندت جنودًا متقاعدين.

وشاركت الذئاب أيضًا في تجنيد للميليشيات المسلحة في قبرص والعراق وسوريا.