دكتوراه تحت القصف.. "أنس" ينجح ببطارية طاقة شمسية

حصل القانوع على درجة الماجستير من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة قبل سنوات، والتحق بها ليعمل مدرسا ويعيل أسرته، قبل أن يسافر خارج القطاع إلى ماليزيا لدراسة الدكتوراه.

لكن ظروف المعيشة ونقص الأموال كونه المعيل الوحيد لعائلته، اضطرته للعودة للقطاع ليعمل مدرسا من جديد ويتمكن من تحصيل الأموال ومن ثم العودة لاستكمال مشوار الدكتوراه.

لكن في زيارته إلى قطاع غزة بدأت في يونيو 2023، حصل ما لم يكن يتوقعه، حيث اندلعت الحرب في غزة في أكتوبر ولم يتمكن من الخروج من القطاع مجددا.

وبعد مرور 9 شهور على الحرب، لم يأبه لظروف المعيشة الصعبة واستمر في كتابة رسالته للدكتواره، حتى انتهى منها وناقشها وحصل على الدرجة العلمية، رغم ندرة الإنترنت والكهرباء.

جراء الحرب والقيود الإسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما في محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

القانوع كان من بين هؤلاء، ونزح من بيته أكثر من مرة خلال توغل الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا.

وفي 3 يوليو قالت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاخ، إن هناك 1.9 مليون نازح في أنحاء القطاع الذي يشهد حربا مدمرة منذ نحو 9 أشهر.

تشرح كاخ في إحاطة قدمتها أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي أن الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا "لدوامة من البؤس الإنساني"، حيث انهار نظام الصحة العامة ودُمِرت المدارس، ما يهدد بتعطيل نظام التعليم لأجيال قادمة، بحسب وصفها.

يروي القانوع عن بداية رحلته لدراسة الدكتوراه بالقول: "في عام 2021، سافرت إلى ماليزيا والتحقت بجامعة العلوم الماليزية للحصول على درجة الدكتوراه في تصنيع أسلاك الفضة النانوية واستخدامها في تصنيع مجسات الأشعة فوق البنفسجية وكذلك المسخنات الكهربائية التي تعمل على الجهد المستمر المنخفض".

يشرح: "عدت إلى قطاع غزة قبل الحرب الإسرائيلية لأعمل وأوفر بعض الأموال لعائلتي، في ظل ما يعانيه أهالي القطاع من ظروف صعبة حيث لا يوجد معيل لهم".

وتابع: "خلال مكوثي في غزة، اندلعت الحرب وبقيت في شمال القطاع، حيث عانيت مثل أي فلسطيني من ظروف الحرب ومآسيها، وتم قصف منزلي وتدميره".

ولفت إلى أنه "خلال الحرب، توقفت عن كتابة رسالة الدكتوراه لفترة، ثم عدت لإكمالها نظرا لطول أمد الحرب".

ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، دمرت إسرائيل 6 جامعات في قطاع غزة كليا، وقتل ثلاثة رؤساء جامعات، وأكثر من 95 عميد جامعة وأستاذ في الهجمات العسكرية، بينما اضطر 88 ألف طالب إلى الانقطاع عن تعليمهم الجامعي، ولم يتمكن 555 طالبا حصلوا على منح دولية من السفر إلى الخارج، حسب ما ذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

يوضح القانوع أنه في البداية واجهته ظروف قاهرة مثل انقطاع الإنترنت والتيار الكهربائي، لكنه تغلب عليها وتمكن من كتابة رسالته.

يشرح: "في مارس الماضي، تمكنت من إجراء مناقشة أولية غير محسوبة تأهلت بها للمناقشة النهائية، وفي العاشر من الشهر الجاري، تمت مناقشتي النهائية عبر الإنترنت".

وأضاف: "في ذلك الوقت، كنت خائفا من انقطاع الإنترنت أو نفاد شحن البطارية التي أعمل عليها وقد شحنتها عبر الطاقة الشمسية، حيث استمرت المناقشة نحو 5 ساعات متتالية".

وتابع: "تمت المناقشة في ساعات الصباح، وحصلت على درجة الدكتوراه في ظل الحرب وقصف منزلي، والظروف الصعبة التي أعيشها مثل أي فلسطيني في قطاع غزة يعاني ويلات الحرب".