"صمت غير مطمئن" قبل الضربة الإيرانية

تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن "الضربة" متوقعة هذا الأسبوع، وهناك خشية أن تكون أوسع وأكثر تعقيدًا من الهجوم الإيراني في أبريل".

وفي هجوم أبريل، أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ على إسرائيل، ولكن بعد إعطاء إسرائيل والولايات المتحدة الوقت للاستعداد. وفي النهاية، تم إسقاط معظم القذائف قبل أن تصل إلى إسرائيل.

وتشير الصحيفة إلى أن إيران وأذرعها "يعملون بصمت هذه المرة"، ونقلت عن دبلوماسيين أميركيين، وصفتهم بأنهم يعملون على "تجنب دوامة العنف"، قولهم إنهم لم يحصلوا على أي تطمينات إيرانية بشأن ردها المتوقع.

يقول دبلوماسي إيراني إن محاولات دول مختلفة لإقناع طهران بعدم التصعيد كانت ولا تزال بلا جدوى في ضوء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

ويضيف الدبلوماسي "لا جدوى من ذلك، لقد تجاوزت إسرائيل كل الخطوط الحمراء، وسيكون ردنا سريعًا وثقيلًا".

ونقل مسؤولون تحذيرات إلى إيران نيابة عن إسرائيل والولايات المتحدة بأن إسرائيل مستعدة لخوض حرب إذا رد حزب الله وإيران بقوة شديدة، ورد المسؤولون الإيرانيون بأنهم يفهمون خطر التصعيد وأن حزب الله أبلغ الوسطاء أن الرد "في ساحة المعركة".

ويشير مسؤول كبير في حزب الله إلى أن المحادثات أصبحت معقدة الآن بسبب شعور حزب الله بأنه تعرض للتضليل من قبل الدبلوماسيين الذين أكدوا له أن رد إسرائيل سيكون محدودا. وبدلاً من ذلك، كان الهجوم على جبهتين، إذ استهدف مسؤولا كبيرا في ضاحية بيروت وقُتل مدنيون.

يدفع نقص المعلومات المنطقة إلى واحدة من أخطر لحظاتها منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر الماضي.

ويقول المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أندرو تابلر، "تواصل محدود يعني احتمال إساءة الحكم على الخطوة التالية على سلم التصعيد"، في إشارة أنه من المحتمل أن تكون النتيجة دوامة يصعب السيطرة عليها بدلاً من مجرد انتقام محدود مثل الذي حدث في أبريل.

وقال مسؤول أميركي للصحيفة إن إدارة بايدن تتبنى نهجا حذرا في الوقت الحالي، مع عدم وجود إشارة إلى أن إيران اتخذت قرارا بشأن ما إذا كانت سترد وكيف ستكون طبيعة الرد.

وكشف مسؤولون أن محادثاتهم تشير إلى أن إيران وحزب الله يعتقدان أن الرد، مهما كان شكله، يجب أن يكون أقوى من وابل الصواريخ في أبريل. وأضافوا أن حزب الله أشار إلى أن رده قد لا يكون هجوما واحدا بل سلسلة من الإجراءات.

يقدر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن تهاجم إيران إسرائيل في وقت مبكر من يوم الإثنين، بحسب ما نقل موقع أكسيوس. وعن طريقة الرد المتوقع، قالت المصادر "لا نعرف ما إذا كانت إيران وحزب الله سينفذان هجوما منسقا أو بشكل منفصل".

يتوقع المسؤولون الأميركيون أن يكون أي رد انتقامي إيراني من نفس أسلوب هجومهم في 13 أبريل على إسرائيل، ولكن ربما يكون أوسع نطاقًا، وقد يشمل أيضًا حزب الله في لبنان، بحسب الموقع.

وفي 13 أبريل، اتهمت إيران إسرائيل بشنّ ضربة جوية دمّرت مبنى قنصليتها في دمشق، ما أدى الى مقتل ضباط في الحرس الثوري.

وردّت طهران في حينه بهجوم غير مسبوق على إسرائيل باستخدام مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ. وأكدت إسرائيل وحلفاؤها في حينه أنهم تمكنوا من إسقاط الغالبية العظمى منها.

وقال مسؤولان أميركيان لأكسيوس إن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا وصل إلى المنطقة يوم السبت وإن زيارة إلى المنطقة كانت مخططة قبل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران وحزب الله.

تستعد إسرائيل لسيناريو هجوم مشترك من حزب الله اللبناني وإيران ووكلائهما وتدرس جميع الخيارات، على اعتبار أن الهجمات قد تكون "شاملة ومميتة" بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.

وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت إن السلطات الأمنية والسياسية في إسرائيل كثفت مشاوراتها مع الولايات المتحدة الأميركية بعد اغتيال هنية والقيادي في "حزب الله" اللبناني فؤاد شكر.

وذكرت الصحيفة أن المشاورات أسفرت عن أن هجوما مشتركا أو منفصلا من جانب حزب الله اللبناني وإيران ووكلائها، أمر "حتمي"، وأن توقيت الرد نطاقه ما زال غير مؤكد.

وأشارت إلى أن المحادثات المكثفة حول كيفية رد إسرائيل على الهجمات المحتملة ضدها مستمرة.

ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين ناقشوا أيضا خيار تحرك إسرائيل أولا والقيام بـ"هجوم وقائي".

وأضافت أنه طُلب من الوزارات في إسرائيل "الاستعداد لكل السيناريوهات التي قد تتطور إلى حرب على 5 جبهات".

الصحيفة قالت إن مسؤولي الأمن الإسرائيلي يتوقعون أن حزب الله يستعد لهجوم كبير ضد إسرائيل "لن يقتصر على الأهداف العسكرية" فقط.

وحذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "نحن مستعدون لأي سيناريو دفاعيا وهجوميا. وأقول مرة أخرى لأعدائنا: سنرد وسيكون هناك ثمن باهظ لأي عمل عدواني ضدنا".