هاريس تخطف الأضواء.. هل تغطي على ترامب؟

هاريس حصلت على تقدم صغير في عدد كافٍ من الولايات المتأرجحة، وهي علامة مقلقة للغاية بالنسبة لترامب في الأشهر الأخيرة الحاسمة من الحملة.

ولكن في الواقع، كانت نائبة الرئيس تتمتع بتفوق لا يقل عن 4 نقاط في 4 استطلاعات رأي أجرتها صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا - أريزونا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، وهذا وحده من شأنه أن يمنح هاريس ما يكفي من الأصوات الانتخابية للفوز بالرئاسة، حتى لو خسرت الولايات المتأرجحة الأخرى.

لا يزال الرئيس السابق على مسافة قريبة، فوفقا لأحدث استطلاعات الرأي في FiveThirtyEight، لن يحتاج ترامب إلى أكثر من واحدة من الولايات الـ3، ميشيغان أو بنسلفانيا أو ويسكونسن، من أجل الفوز في نوفمبر، بشرط أن يفوز بجميع الولايات التي يتقدم فيها حاليا على هاريس في استطلاعات الرأي.

لكن سرعة صعود هاريس ربما تكون العامل الأكثر أهمية، إذ أصبحت مرشحة في 21 يوليو، بعد 8 أيام فقط من محاولة اغتيال ترامب، وأقل من 72 ساعة بعد خطاب قبوله في المؤتمر الجمهوري في ميلووكي.

قدّمت استطلاعات الرأي معطيات عدة يمكن الوقوف عندها قبل المؤتمر الانتخابي، وكان أبرزها الآتي:

• يتقدم ترامب في القضايا ولكنه يتأخر في الشخصية

في استطلاع إيه بي سي نيوز وواشنطن بوست، قال الأميركيون إنهم يثقون بترامب أكثر من هاريس عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الاقتصاد، الذي قال نحو 9 من كل 10 من المشاركين إنه مهم للغاية لتصويتهم، بنسبة 46% إلى 37%.

ينقسم المشاركون في الاستطلاع حول صورة هاريس، إذ ينظر 45% إلى نائبة الرئيس بشكل إيجابي، في حين يراها 44% بشكل سلبي. وبالنسبة لترامب، فإن 35% فقط لديهم رأي إيجابي عنه. والأغلبية 57%، ينظرون إليه بشكل غير إيجابي.

• حزام الشمس على المحك مرة أخرى

ما يزيد من قدرة هاريس التنافسية في الولايات الـ4 المتأرجحة في حزام الشمس (منطقة في الولايات المتحدة تمتد عبر الأجزاء الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية من البلاد) يتجاوز مجرد الأرقام الرئيسية.

في استطلاع واشنطن بوست، تتقدم هاريس بين من هم دون سن الأربعين بنسبة 57% مقابل 37%، رغم أن بايدن وترامب كانا متقاربين مع من هم دون سن الـ40 الشهر الماضي، في هذه المنطقة.

• الناخبون السود ورقة هاريس الرابحة

في استطلاع إيه بي سي نيوز واشنطن بوست وإبسوس، صوّت الأميركيون السود لهاريس بنسبة 83 % مقابل 11%.

الأمر ذاته تكرر مع استطلاعات نيويورك تايمز وسيينا كوليدج في ولايات حزام الشمس، إذ تقدمت هاريس بنسبة 84% مقابل %11 بين الناخبين السود المحتملين.

وتُظهِر استطلاعات الرأي، التي أجرتها جامعة سوفولك وصحيفة يو إس إيه توداي بين الناخبين السود في ميشيغان وبنسلفانيا، أن ترامب حصل على نحو 10% فقط من أصوات الناخبين السود، وهو مستواه نفسه في عام 2020.

• التعويل على "الديمقراطية"

أسس بايدن حملته على شعار "الديمقراطية على المحك"، وحذر من فوز ترامب في الانتخابات.

هاريس لم تكن مباشرة في شعارها بشأن هذه القضية، لكنها لا تزال تتفوّق على ترامب في هذه المسألة؛ 3 من كل 4 أميركيين، أي 77%، يقولون إن حماية الديمقراطية مهمة جدًا في اتخاذ قرار عند التصويت في استطلاع واشنطن بوست وسي بي إس، إذ تأتي بعد الاقتصاد والتضخم فحسب، وتتعادل في أهميتها مع الرعاية الصحية والجريمة في قائمة القضايا المقدمة.

• تأثير المؤتمر على النتائج الفعلية للانتخابات

قد لا يكون من المستغرب أن يرى المرشحون انعكاسا لنتائج استطلاعات الرأي خلال مؤتمر حزبهم، ولكن هذا لا يعني أن المؤتمرات لا تهم.

تدخل هاريس مؤتمرها في موقف أضعف كثيرا من موقف بايدن في عام 2020، ولكن في موقف أقوى من موقف هيلاري كلينتون في عام 2016.

أجابت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، عن معظم الأسئلة التي تدور في أذهان المتابعين وكان أبرزها الآتي:

متى وأين سيقام المؤتمر الوطني الديمقراطي؟

سيقام المؤتمر هذا العام في United Center Arena في شيكاغو من الإثنين 19 أغسطس إلى الخميس 22 أغسطس.

ماذا يحدث في المؤتمر الوطني الديمقراطي؟

نظرا إلى أن هاريس ووالز قد تم ترشيحهما بالفعل، فإن مؤتمر هذا العام سيركز على الخطب التي يلقيها الديمقراطيون البارزون واعتماد برنامج الحزب، مع التركيز على مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك خطط خفض التضخم، والتخفيف من تغير المناخ، ومعالجة العنف المسلح.

من سيتحدث؟

سيعتلي العشرات من الديمقراطيين والمشاهير المسرح في شيكاغو، يتصدرهم بايدن، مساء الإثنين.

كما سيستمع الحشد إلى السيدة الأولى جيل بايدن، وعمدة شيكاغو براندون جونسون وقادة ديمقراطيين آخرين، ومن المتوقع أن يلقي الرئيس الأسبق باراك أوباما كلمة، الثلاثاء. كما سيتحدث حاكم إلينوي جيه بي بريتزكر وزوج هاريس، الرجل الثاني دوج إيمهوف، في المؤتمر، الثلاثاء.

يُقال إن تشكيلة الأربعاء تضم الرئيس الأسبق بيل كلينتون ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، من بين آخرين.

وسيلقي نائب هاريس، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، الخطاب في وقت الذروة في تلك الليلة بعد ترشيحه.

أهم ليلة في المؤتمر هي ليلة الخميس، عندما تصعد نائبة الرئيس هاريس على المسرح ستقبل رسميا ترشيح الرئاسة، وتلقي خطابها في الليلة الأخيرة من المؤتمر المخصص "من أجل المستقبل".

كم عدد الحضور؟

من المتوقع أن يحضر المؤتمر السنوي للحزب الديمقراطي في شيكاغو هذا العام نحو 50 ألف شخص. ويشمل ذلك آلاف المندوبين الذين اختارتهم الأحزاب الديمقراطية في الولاية.