ترامب وهاريس.. خلاف يصل إلى الميكروفونات

حين كان الرئيس الأميركي، جو بايدن، هو مرشح الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة أمام سلفه الجمهوري، دونالد ترامب، اتفقت حملتا المرشحين على عقد مناظرتين، الأولى في يونيو 2024 عبر CNN والأخرى في سبتمبر 2024 عبر شبكة ABC.

وكان الاتفاق بين الحملتين على إبقاء الميكروفونات مغلقة إلا في حالة حديث أحد المرشحين، وتم الأمر بالفعل مع المناظرة الأولى التي عدت كارثية بالنسبة للرئيس الحالي، لكن ثمة تغييرا طرأ لم يكن في الحسبان.

انسحب بايدن من الانتخابات، وأصبحت نائبته كامالا هاريس المرشحة الرسمية للديمقراطيين في الانتخابات المرتقبة في 5 نوفمبر 2024، لتتغير القواعد بما فيها الميكروفونات.

فقد طلبت حملة هاريس إبقاء الميكروفونات "ساخنة" أي مفتوحة دائما في مناظرة سبتمبر، وهو الحال الذي كانت عليه المناظرات الرئاسية في الولايات المتحدة، ليعترض ترامب وحملته، بحسب بوليتيكو.

وتعتقد حملة هاريس أن ترامب لا يمكنه التصرف لمدة 90 دقيقة بمفرده، مشككين في قدرة فريقه على إخبار الرئيس الـ45 للولايات المتحدة بالأمر لأنهم سيكونوا محرجين من الاعتراف بأنهم لا يعتقدون أنه يستطيع التعامل مع هاريس من دون الاستفادة من زر كتم الصوت، وذلك وفقا لما أخبر به بريان فالون، كبير مستشاري حملة هاريس للاتصالات لبوليتيكو.

على الجانب الآخر، اتهم جيسون ميلر، كبير مستشاري ترامب حملة هاريس بمحاولة التهرب من أي مناظري مع المرشح الجمهوري قائلا للصحيفة "إذا لم تكن كامالا هاريس ذكية بما يكفي لتكرار النقاط التي يريد مديروها أن تحفظها، فهذه مشكلتهم".

في يوليو 2024، اقترحت فوكس نيوز إجراء مناظرة بين ترامب وهاريس في 17 سبتمبر المقبل، ليعلن المرشح الجمهوري بعدها بأيام موافقته على الأمر على أن يتم في الرابع من سبتمبر 2024، وفي حال عدم حضور منافسته فسيتحول الأمر إلى اجتماع كبير.

هاريس من جانبها رفضت الأمر، لكنها طالبت ترامب بالالتزام بالموعد المحدد مسبقا لمناظرته مع بايدن على شبكة إيه بي سي، وكتبت عبر منصة إكس: "سأكون حاضرة في 10 سبتمبر، كما وافق سابقا، آمل في أن أراه".

وعبر ترامب عن الأمر عبر منصته "تروث سوشيال" بالقول :"لست مندهشا من هذا التطور، لأنني أشعر أنها تعلم أنه من الصعب جدا، في أفضل الأحوال، أن تدافع عن تقلباتها القياسية في كل شيء كانت تؤمن به ذات يوم".

في مارس 2024، توعد الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس وزراء إسرائيل بالضغط عليه لفتح ممرات إنسانية في غزة، وذلك خلال حديث شخصي مع السيناتور الديمقراطي، مايكل بينيت، من دون أن يدرك أن الميكروفون الذي يرتديه لا تزال مفتوحا.

خلال هذا الحديث، حث بينيت الرئيس الأميركي على الضغط لفتح ممرات أكثر للمساعدات، ليرد عليه بايدن بالقول "تحدثت مع نتنياهو، ولا تكرر كلامي لمدى سريته. قلت لـ"بيبي" (اسم شهرة نتنياهو): "تعال إلى السيد المسيح". ويشير هذا المصطلح الأميركي إلى "عقد اجتماع جدي ينتج عنه قرارات هامة".

وبعد انتشار الفيديو المسرب، سأل الصحفيون بايدن عن الأمر لكنه أنكره تماما، إلا أنه عاد لاحقا ليقول إنه لا يتعلق بحرب غزة.

وقد انقلبت الدنيا رأسا على عقب بسبب ميكروفون مفتوح للرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، عام 2022، وهو يسيء إلى أعضاء الكونغرس الأميركي عقب اجتماع مع جو بايدن إذ قال لوزير خارجيته "يا له من إحراج لبايدن، إذا رفض هؤلاء الحمقى منحه (ما يريد)"، في إشارة لأعضاء الكونغرس.

من جانبه، نفى المكتب الرئاسي لكوريا الجنوبية الأمر، قائلا إن كلمات الرئيس لم تكن رسمية ولا يمكن تأكيدها بحسب بلومبرغ.