وعدهم بالسلام فوجدوا الدمار.. زيلينسكي يخسر مواطنيه

قبل 6 سنوات، صوتت أولينا سيميكينا لصالح فولوديمير زيلينسكي في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، على أمل أن يضمن هذا المرشح، القادم من عالم الفن بلا خبرة سياسية، السلام.

وفي قرية كليبان-بيك الخضراء في منطقة دونيتسك الشرقية، حيث تقطن أولينا، تذكّرها أصوات المدفعية وأعمدة الدخان الأسود التي تغطي الأفق بالواقع القاسي. يومًا بعد يوم، تقترب القوات الروسية من قريتها.

وقالت المرأة، البالغة من العمر 43 عامًا، لوكالة فرانس برس: "كنا نتوقع انتهاء الحرب كما وعد زيلينسكي، لكنها لم تتوقف وازداد القتال. أشعر أن الأمر أسوأ".

وأضاف أحد سكان سيليدوفي، وهي بلدة أخرى يقترب منها الجنود الروس، ويدعى فاديم، متحدثًا عن زيلينسكي: "بصراحة، لم أعد أستمع إليه على الإطلاق".

وأضاف الرجل، البالغ من العمر 42 عاماً، وهو من عمّال المناجم وقد أرسل عائلته إلى كييف لتكون بأمان: "لا فائدة من ذلك. لا أصدق ما يقوله. إنه يتحدث كثيرًا، لكنه لا يفعل الكثير".

على النقيض، لا يزال هناك مؤيدون لزيلينسكي في منطقة دونيتسك، على الرغم من تراجع شعبيته.

في مستشفى عسكري قرب بوكروفسك، يحيي طبيب يُدعى "ليوبيستوك" (اسم مستعار) شجاعة رئيسه الذي لم يهرب عندما اقتربت القوات الروسية من العاصمة عام 2022. وقال قبل أن يهرع لمساعدة جندي جريح: "إنه تصرف قوي جدًا، ويستحق الاحترام".

وفي مدينة نوفوغروديفكا، التي اقتربت القوات الروسية كثيرا منها حاليا، ما زالت أيرينا تشريدنيتشنكو تعتقد أن فولوديمير زيلينسكي، الذي صوتت له، هو "شخص جيد".

لكن سيدة الأعمال، البالغة من العمر 62 عاما، أكدت أنها كانت تأمل أن يحقق نتائج أفضل في مجال مكافحة الفساد، وهو مشكلة كبيرة في أوكرانيا، خصوصا في منطقة دونيتسك.

وأضافت، في حين تُسمع أصوات المعارك: "فقد الناس الثقة"، متحدثة عن "الفساد" و"عدم مسؤولية السلطات".

حظي فولوديمير زيلينسكي باحترام المجتمع الدولي عندما قرر البقاء في كييف في فبراير 2022 مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، فقد ارتفعت شعبيته بعد انتخابه عام 2019، وعادت للارتفاع بشكل ملحوظ بعدما بدأت الصواريخ الروسية تسقط بكثافة على بلاده، حيث نظر إليه نحو 90% من الأوكرانيين بإيجابية في ذلك الوقت.

ومع ذلك، لم تستمر هذه الشعبية على الوتيرة نفسها. بعد مرور عامين ونصف العام على الحرب، تراجعت نسبة تأييده إلى 55%، وفقًا لمعهد كييف الدولي لعلم الاجتماع.

وأكد المحلل فولوديمير فيسينكو أن الرؤساء الأوكرانيين عمومًا تشهد شعبيتهم تراجعًا بعد عامهم الأول في السلطة، إذ يميل الناس إلى عدم الثقة في الدولة والمؤسسات السياسية.

ويرى الخبير أنه من المحتمل ألا تعود شعبية زيلينسكي إلى ذروتها، لكنه "سيبقى أحد أكثر الشخصيات السياسية المؤثرة وغير العادية في تاريخ أوكرانيا".

رغم ذلك، يواصل زيلينسكي ممارسة مهامه، إذ يحظر القانون الأوكراني إجراء أي انتخابات طالما بقي قانون الطوارئ المعمول به منذ فبراير 2022 سارياً.

وستواجه أي انتخابات تُجرى عقبات لوجستية كثيرة، إذ يعيش ملايين الأوكرانيين في الخارج، في حين يعيش آخرون في مناطق تحت سيطرة روسيا أو يقاتلون في خنادق.

ويعارض ما لا يقل عن 70% من الأوكرانيين إجراء انتخابات في ظل هذه الظروف، وفقًا لأرقام المعهد.