هل تنهي حرب أوكرانيا فصلها الأخير؟

زلماي خليلزاد، السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، يشير في تقرير نشرته مجلة ذا ناشيونال إنترست إلى الأسباب التي قد تساهم في نهاية الحرب بأوكرانيا، وحددها في ما يلي:

• تحرك أوكرانيا داخل روسيا: الهجوم الذي قامت به أوكرانيا في منطقة كورسك داخل روسيا أثار جدلا داخليا حول استمرار الحرب، لكنه في المقابل رفع الروح المعنوية في أوكرانيا وكبح تراجع الدعم السياسي الغربي لأوكرانيا.
• التوغل الروسي في أوكرانيا: سحب أوكرانيا لـ10 آلاف جندي من مهمتهم الدفاعية شرق البلاد أتاح لروسيا الفرصة للتقدم، خاصة في منطقة دونيتسك.
• خيارات تصعيد محدودة: أوكرانيا ترغب في الحصول على أسلحة بعيدة المدى أو تدخل مباشر من الناتو، ولكن هذه الخيارات محفوفة بالمخاطر، في حين أن التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية غير مرجحة.
• أميركا وأوروبا لا تريدان استمرار الحرب: الانتخابات الأميركية المقبلة ربما تؤدي إلى تقليل الدعم الأميركي لأوكرانيا، وصعود اليمين المتطرف بأوروبا ربما يضغط من أجل الوصول إلى اتفاق سلام.

المحلل الروسي فيتشسلاف ماتوزوف صرح لموقع بلينكس أن نهاية الحرب الأوكرانية بيد واشنطن، وأضاف أن أي مفاوضات سلام يجب أن تضم روسيا أيضا.

إشارة ماتوزوف إلى ضم روسيا في المحادثات المقبلة تذكر بأول قمة حول السلام في أوكرانيا استضافتها سويسرا بمدينة لوسيرن في يونيو 2024، حضرها مدعوون من 160 دولة باستثناء موسكو التي لم تتلق الدعوة.

ويفيد المحلل الروسي إلى أن كل خطط السلام التي لا تشارك فيها روسيا تعتبر غير واقعية، وهو كلام ردده رئيس الوزراء الألماني، أولاف شولز، الذي قال في مقابلة مع محطة التلفزيون الألماني الثاني في 9 سبتمبر إنه من الضروري ضم روسيا إلى مفاوضات السلام المقبلة.

استطلاع رأي أجرته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي وشارك فيه 2000 مشارك يشير إلى أن هناك انقسامات بين الأوكرانيين حول ما إذا كان ينبغي إنهاء الحرب عن طريق المفاوضات أم لا.

أظهر الاستطلاع آراء تميل إلى دعم المفاوضات مع روسيا، لاسيما بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد في استعادة مساحة كبيرة من الأراضي التي استولت عليها روسيا في بداية الحرب.

صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن المعلمة، آلا برونينا، من مدينة زابوريجيا أن المدنيين من الشباب مستعدون لقبول سلام غير مثالي من أجل وقف الحرب. ويقصد بسلام غير مثالي تخلي الأوكرانيين عن حدود 1991 و2022.

لكن الاستطلاع كشف أيضا عن معارضة الجيش الأوكراني والجنود والمقاتلين السابقين، المفاوضات مع روسيا معربين عن استعدادهم للانخراط في احتجاج مسلح إذا تم التوقيع على معاهدة سلام غير مقبولة.

يعتقد أن الهجوم الأوكراني داخل منطقة كورسك في روسيا قد يشكل نقطة تحول مهمة في مسار الحرب، لكنه ليس بالضرورة مؤشرا على تغيير كبير في اتجاه النزاع، وفقا لمجلة ذا نيويوركر.

بينما رفع هذا الهجوم الروح المعنوية للأوكرانيين، فإن الرد الروسي حتى الآن كان محدودا، مما أثار ارتياحا لدى الحلفاء الغربيين الذين كانوا يخشون من رد فعل مدمر.

من منظور استراتيجي، قد يعتقد البعض أن هذا التوغل الأوكراني يهدف إلى رفع الضغط على موسكو ودفعها نحو طاولة المفاوضات بشروط أفضل. ولكن، وفقا للمحللين، بوتين لا يزال مصمما على تحقيق أهدافه من الحرب ولا يرى في هذا الهجوم تهديدا كبيرا بما يكفي لتغيير استراتيجيته.