سياسة
في وسط صحراء مالي الشاسعة، وبين عواصف الرمال التي تجتاح الأفق، وجد فاديم إيفسيوكوف نفسه وسط معركة لم يكن يتوقعها.
فاديم، البالغ من العمر 31 عاما، كان قد عاد للتو من أوكرانيا بعد أن نجا من "طاحونة اللحم" في باخموت، كما وصفها مؤسس فاغنر الراحل، يفغيني بريغوجين. جُنّد في السجن أثناء قضاء عقوبة بتهمة تتعلق بالمخدرات، وسرعان ما صعد في صفوف المرتزقة ليقود وحدة من 500 رجل، حسب وكالة رويترز.
لكن أفريقيا لم تكن كما توقعها. في يوليو، وبينما كان فاديم ورجاله يحاولون التكيف مع مناخ مالي الصحراوي، تعرضوا لهجوم مباغت من مقاتلي الطوارق الذين تصدوا في 29 يوليو 2024 لمحاولة الجيش المالي، بدعم من فاغنر، بسط نفوذه على مناطق يعتبرونها أرضهم الأصلية.
رجال فاديم، الذين نجوا من حروب في أوكرانيا وليبيا وسوريا، وجدوا أنفسهم عاجزين أمام خبرة الطوارق. العشرات منهم، بما فيهم فاديم، اختفوا في الرمال، تاركين وراءهم أسرهم تتساءل عن مصيرهم، وروسيا تتساءل عن جدوى مغامرتها الجديدة في أفريقيا.
جنود تشاديون يقومون بدورية في شوارع غاو، شمال مالي (أ.ب)
فقدان مثل هؤلاء المقاتلين ذوي الخبرة يكشف عن المخاطر التي تواجهها قوات المرتزقة الروسية التي تعمل لصالح المجالس العسكرية، والتي تكافح لاحتواء الانفصاليين والفروع القوية لتنظيم داعش والقاعدة في منطقة الساحل القاحلة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
فهل تنتكس حملة روسيا في أفريقيا؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة