بوتين وماسك.. ماذا طلب "عدو واشنطن" من داعم ترامب؟

مناقشات سرية بين الملياردير الأميركي إيلون ماسك صاحب شركة سبيس إكس المالكة لخدمة "ستارلينك" التي تقدم خدمات الإنترنت عبر القمر الصناعي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طلب فيها بعض الخدمات وكذلك شرح "الخطوط الحمراء" بالنسبة للحرب في أوكرانيا، بحسب ما كشفت وول ستريت جورنال.

في إحدى المراحل، طلب بوتين من الملياردير تجنب تفعيل خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك في تايوان كنوع من الخدمة لنظيره الصيني شي جين بينغ، حسبما قال شخصان مطلعان على الطلب للصحيفة.

ضابط استخبارات روسي سابق مطلع على الوضع، قال للصحيفة الأميركية إن الطلب كان خدمة لبكين التي أصبح الاعتماد الروسي عليها متزايدا في التجارة ولتجاوز العقوبات، لكن ممثل السفارة الصينية في واشنطن قال إنهم لم يكونوا على دراية بالتفاصيل ولا يمكنهم التعليق.

حتى الآن، لم تحصل ستارلينك على تصريح تشغيل خدمات الإنترنت في الجزيرة التي تراها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، إذ تضع حكومة تايوان قيودا على مشغلي الأقمار الصناعية غير التايوانيين.

رغم ذلك فإن تايوان مدرجة حاليا على خريطة ستارلينك بصفتها "قادمة قريبا".

أما الخطوط الحمراء، فقد أشار إليها عالم السياسة الشهير إيان بريمر، الذي قال في نشرة لمشتركين في خدماته عام 2022، إن ماسك نقل إليه رسالة من بوتين مفادها أن روسيا ستؤمن شبه جزيرة القرم والحياد الأوكراني "بغض النظر عن أي شيء"، وأنها سترد على أي محاولة لأوكرانيا لدخول القرم بهجوم نووي، وقال ماسك إن "كل ما يلزم يجب القيام به لتجنب تلك النتيجة"، لكن الملياردير خرج علنا لينفي الأمر برمته.

وقد وصف الملياردير الانتقادات من بعض الأوساط بأنه أصبح مدافعا عن بوتين بأنها "سخيفة"، فيما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الاتصال الوحيد الذي كان للكرملين مع ماسك كان عبر مكالمة هاتفية واحدة تناول فيها هو وبوتين "الفضاء وكذلك التقنيات الحالية والمستقبلية"، بحسب وول ستريت جورنال.

إضافة لذلك، منح ماسك مساحة للصحافي تاكر كارلسون لعرض مقابلته التي استمرت لنحو ساعتين مع بوتين على منصة إكس التي يمتلكها إيلون ليصفه الرئيس الروسي بأنه "شخص ذكي".

وقال بوتين: "لا يمكن إيقاف إيلون ماسك، سيفعل ما يعتقد أنه يجب عليه القيام به. تحتاج إلى العثور على بعض القواسم المشتركة معه، وتحتاج إلى البحث عن بعض الطرق لإقناعه".

مطلع الألفية الثالثة، كان الشاب إيلون ماسك في بداية الثلاثينيات من عمره، يطمح لإطلاق شركته سبيس إكس، وللفت الأنظار، رغب ماسك في إطلاق مهمة تدفع للاهتمام العام في استكشاف الفضاء تحت اسم "واحة المريخ" لإرسال صوبة زراعية للكوكب الأحمر.

ولذلك، وظف ماسك مهندس صواريخ يُدعى جيم كانتريل، ومعه أديو ريسي المدير التنفيذي الحالي لـFounder Institute وزميل سكن ماسك في الجامعة للتفاوض مع مجموعة من رجال الأعمال الروس لشراء صاروخين، بحسب والتر آيزاكسون في سيرته الذاتية الجديدة عن الملياردير التي أوردها بيزنس إنسايدر.

في رحلتهم إلى موسكو، توقف الثلاثة في باريس ليقضوا سهرة متأخرة أدت لوصول ماسك مرهقا إلى موسكو، ليجتمع في غداء عمل مع رجال الأعمال لتوضع على المنضدة بحسب وصف إيلون "لقمات صغيرة من الطعام مع مشروبات كبيرة من الفودكا"، إذ كان وزن الخمر الروسية تساوي تقريبا وزن الطعام بحسب ما حكى إيلون لآيزاكسون.

رجال الأعمال الروس، لم يكتفوا بذلك، بل قدموا زجاجات فودكا تحمل كل منها صورة لكل مستلم، ماسك وزميليه، وهو على كوكب المريخ، لكن جرعات الخمر أفقدت إيلون وعيه ليرتطم رأسه بالطاولة.

الصفقة التي أرادها ماسك لشراء صاروخين باءت بالفشل، إذ كان يعتقد أنه سيحصل عليهما مقابل 18 مليون دولار، لكن الروس طلبوا 18 مليونا لكل صاروخ، وعندما اعترض، رفعوا السعر إلى 21 مليون دولار لكل منهما، ساخرين من مؤسس سبيس إكس، قائلين: "أوه، أيها الفتى الصغير، ألا تملك المال؟"

في بدايات العام 2024، أعلن ماسك أنه لن يدعم أيا من المرشحين في انتخابات الرئاسة الأميركية، إلا أن موقفه تحول بدعم غير مسبوق للرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب مع حلول النصف الثاني من العام.

الشهور الثلاثة الأولى من هذا الدعم، من يوليو حتى سبتمبر، قدم خلالها ماسك عبر مجموعة إنفاق تتبعه، نحو 75 مليون دولار، أما النصف الأول من أكتوبر 2024، فقد تبرع بـ44 مليون دولار ليصبح إجمالي ما قدم 119 مليون دولار بحسب أسوشيتد برس.

ووعد ماسك أيضا بإعطاء مليون دولار يوميا لأشخاص يتم اختيارهم عشوائيًا ممن يوقعون على عريضته عبر الإنترنت، التي تطالب بدعم التعديلين الأول والثاني من دستور الولايات المتحدة، اللذين يحميان حقوق حرية التعبير وامتلاك الأسلحة، والمفتوحة فقط للناخبين المسجلين في 7 ولايات متأرجحة لتجعلها في منطقة رمادية من قانون الانتخابات، إذ ينقسم الخبراء القانونيون حولها، فيقول معارضوها إنها خدعة للمساعدة في حشد الدعم لترامب، بحسب رويترز.

ليس هذا فحسب إذ ظهر ماسك مع ترامب في بتلر في ولاية بنسلفانيا في يوليو، حيث تمت محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق، ليتحدث عن "تزوير الانتخابات"، داعيا لاستخدام منصة X الخاصة به لتسليط الضوء على التزوير المحتمل في الانتخابات.

في المقابل وعد ترامب بتكوين لجنة كفاءة حكومية برئاسة إيلون ماسك حال فوزه بالرئاسة بحسب رويترز.