من الدمار إلى النهب.. فالنسيا تواجه كابوس ما بعد الفيضان

بدون استخدام أي قنبلة، تحولت ضواحي فالنسيا إلى مشهد أشبه بمنطقة حرب بعد الفيضانات التي اجتاحت المنطقة، حسب ما وصفه أحد المتضررين لصحيفة إلموندو، حيث يغطي الطين الشوارع، وتظهر السيارات مدمرة ومكدسة في كل زاوية، بينما يتناثر الحطام في كل مكان.

يرتدي السكان أحذية ويصطفون في طوابير أمام المحلات بحثًا عن ضروريات الحياة، بينمت تُظهر جدران المنازل آثار الفيضان التي وصلت لارتفاعات تتراوح بين متر ونصف إلى مترين، دلالة على حجم الكارثة.

وصفت إحدى الضحايا المشهد بقولها: "لقد فقدنا كل شيء، لا شيء بقي لنا".

بينما لاتزال بعض المتاجر قادرة على بيع أساسيات الحياة اليومية، رصدت صحيفة إلموندو مظاهر نهبٍ وسرقةٍ تعرضت لها محلات تجارية في بلدية بيني توسر التابعة لمنطقة فالنسيا. ووصفت الصحيفة هذه المتاجر بأن الطين يغطي أراضيها بالكامل بينما الرفوف فارغة من المنتجات.

ومع ذلك، واصل الناس الدخول والبحث في الصناديق، ليروا من يحالفه الحظ في العثور على آخر زجاجة من الكوكاكولا أو آخر عبوة من الحليب.

وبسبب عمليات النهب الذي تعرضت له المحلات التجارية، اضطر مكتب المدعي العام في فالنسيا لإصدار بيان الخميس، يعلن فيه أنه سيطلب السجن المؤقت للمعتقلين بتهمة السرقة والنهب في المحلات. وأدان مكتب المدعي العام "التجاهل" الذي أبداه السارقون تجاه ضحايا العاصفة دانا والذي وصفه بأنه "غير مقبول أخلاقيًا وجنائيً".

في هذا الشأن، أعلن الحرس المدني عن اعتقال رجلين في مدينة ألدايا سرقا ملابس وساعات من مركز تجاري آخر. وتم اعتقال 5 آخرين في متجر رياضي ومعهم 25 مضرب باديل وأحذية رياضية.

أعلن رئيس حكومة إقليم فالنسيا، كارلوس مازون، عن تخصيص 250 مليون يورو كمساعدات مباشرة للمتضررين من الفيضانات الأخيرة. كما أعلن في وقت لاحق عن نشر الجيش في فالنسيا بدءًا من اليوم لتعزيز الجهود اللوجستية وتوزيع المساعدات على السكان.

وقد ضمن رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، خلال زيارته لفالنسيا أمس، الخميس، تعاون الحكومة مع الجنراليتات "برًا وبحرًا وجوًا".

في استجابة سريعة للكارثة الطبيعية التي اجتاحت فالنسيا، شهدت المدينة حملة تضامن واسعة من المجتمع المحلي لتقديم الدعم للمتضررين، حسب ما ذكرته إلموندو.تجمع مئات المتطوعين والجمعيات في مراكز الإيواء لتوزيع المواد الأساسية من طعام ومياه ومواد صحية، وتم تحويل ملاعب كرة السلة إلى ملاجئ مؤقتة لإيواء العائلات المشردة.

ورغم تضرر البنية التحتية وتعطل وسائل النقل، نظمت حملات لجمع التبرعات، كما انطلقت مسيرات مشيًا على الأقدام لإيصال الإمدادات إلى المناطق المنكوبة.