فضائح تسريبات نتنياهو لا تنتهي.. تفاصيل جديدة عن "بيبي ليكس"

جمع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مجموعة من مقاطع الفيديو الحسّاسة من كاميرات الأمن لكلٍّ من وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وضابط في الجيش الإسرائيلي عمل في مكتب رئيس الوزراء، لأغراض غير واضحة، بحسب ما تشير تايمز أوف إسرائيل.

وتضيف الصحيفة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أبلغ قبل أشهر عدة أن مكتب رئيس الوزراء كان يحتفظ بـ"مقاطع فيديو حسّاسة" لضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي كان قد عمل مع المكتب.

في الجانب الآخر، عدّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأمر "افتراءات"، نافيا حدوث ذلك.

وفي السياق نفسه، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مجموعة من رجال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استخدموا معلومات محرجة ترتبط بأحد مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية، للحصول على وثائق حسّاسة تتصل بهجوم الـ7 من أكتوبر.

واستخدم جواسيس نتنياهو في الجيش الإسرائيلي هذا الأسلوب للحصول على هذه الوثائق، ثم نشرها في وسائل الإعلام لخدمة الرواية ضد صفقة الأسرى.

وقالت مصادر للصحيفة إن الحالة الأخيرة تفسّر الطريقة التي تمكّن بها المسؤولون في المكتب من الوصول إلى بعض الوثائق والسجلات الأكثر حساسية الموجودة، أي أن مسؤولي المكتب استخدموا معلومات شخصية قد تكون محرجة عن أحد كبار الضباط، بطريقة ساعدتهم في الحصول على هذه الوثائق.

أما الفيديو المتعلق بوزير الدفاع السابق، يوآف غالانت، فيظهر فيه وهو يتشاجر مع حارس أمن في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب في 12 أكتوبر 2023، بعد أيام قليلة من هجوم الـ7 من أكتوبر الذي أعقبه الحرب على غزة.

وذكرت تقارير نقلتها "تايمز أوف إسرائيل" أن المتحدث باسم نتنياهو، يوناتان يوريش، قد حصل بسرعة على الفيديو الخاص بالحادثة، وشاركه مع عدد من الأشخاص، ثم احتفظ به.

اعتقلت السلطات الإسرائيلية 5 أشخاص، يُشتبه في تورطهم بقضية التسريبات، إلا أنها لم تسمح بنشر سوى اسم المشتبه الرئيسي في القضية إليعازر فيلدشتاين، المتحدث العسكري لمكتب نتنياهو.

في حي بني براك، الذي يعيش فيه اليهود اليمينيون المتدينون في تل أبيب، نشأ فيلدشتاين، 32 عاما، ودارت حوله بعض الشبهات، رصدتها صحيفتا يديعوت أحرونوت وتايمز أوف إسرائيل مثل:

• لا يفترض بالمستشار الإعلامي لنتنياهو، حضور اجتماعات سرية، لكنه حضر بعضها وظهر في صور مع رئيس الحكومة.

• لم تتم الاستعانة بفيلدشتاين في مكتب رئيس الوزراء إلا بعد 7 أكتوبر، فكيف كسب ثقته بهذه السرعة؟
• عمل سابقا في الوحدة الإعلامية للناطقين باسم الجيش الإسرائيلي، وبعدها عمل في مكتب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير.
• خضع للاختبار على جهاز كشف الكذب بجهاز الشاباك، لكنه فشل في اجتيازه.
• رغم فشله، مُنح الثقة ودخل إلى أروقة مكتب رئاسة الوزراء.

• ترجّح الغارديان أن صديق نتنياهو، وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، هو مَن طرح اسمه لرئيس الوزراء، ليسرّب وثائق تضرّ بالأمن القومي لإسرائيل.

تُجرى حاليا التحقيقات في قضيتين أمنيتين أخريين مرتبطتين بمكتب رئيس الوزراء، الأولى تتعلق بشبهة تسريب وثائق سرية، والأخرى بشبهة محاولة إجراء تغييرات في البروتوكولات منذ بداية الحرب، بحسب "معاريف".

وخوّلت المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية، غالي بيهاريف ميارا، الجمعة، السلطات باتخاذ إجراءات التحقيق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في إطار قضية التسريبات الأمنية، المتهم فيها بعض عناصر مكتبه.

وينصّ قانون الحكومة الأساسي على عدم جواز فتح تحقيق جنائي ضد رئيس الوزراء إلا بموافقة النائب العام، وإذا تطوّر التحقيق بشكل يربط رئيس الوزراء بالشؤون الأمنية، يجب إيقاف التحقيق حتى الحصول على الإذن بمواصلته من قِبل المستشار القانوني للحكومة.

وتبدأ فصول القصة في الصيف الماضي، حينما نشرت صحيفتا "جويش كرونيكل" البريطانية و"بيلد" الألمانية موضوعين في سبتمبر، استندتا فيهما إلى وثائق عن الجيش الإسرائيلي، تقول إحداها إن رئيس حركة حماس حينها يحيى السنوار، خطط لتهريب نفسه والأسرى الإسرائيليين خارج القطاع عبر مصر.

أما وثيقة أخرى، فتشير إلى أن حماس تخطّط لإطالة المحادثات لأطول فترة ممكنة، كشكلٍ من أشكال الحرب النفسية، وهو ما أثار شكوك الجيش الإسرائيلي الذي بدأ تحقيقا في تسريب الوثائق المنشورة.

وقد قُوبل التقريران بالتشكك في إسرائيل، إذ لُوحظ أن النقاط التي وردت في المقالات تتوافق مع نقاط طرحها نتنياهو، في وقت كان فيه تحت ضغط غير مسبوقٍ للموافقة على صفقة بعد العثور على 6 أسرى قتلى في نفق برفح.