سياسة
.
في بلدة عين يعقوب الهادئة في شمال لبنان، يغمر الصدمة والغضب سكان البلدة عقب غارة إسرائيلية استهدفت مبنى يقطنه نازحون لبنانيون وسوريون مساء الإثنين. إذ يتواصل البحث عن ضحايا بين أنقاض المبنى المدمر، بينما ينتشل المسعفون الجثث وأجزاء منها في محاولة لإنقاذ الأجساد.
المبنى، الذي سُويّ بالأرض، كان يأوي نحو 30 شخصا لجأوا إلى المنطقة البعيدة عن الحدود هربا من ويلات القصف في الجنوب. إذ اعتقد السكان أن عين يعقوب، التي تبعد نحو 150 كيلومترا عن الحدود الإسرائيلية، ستكون في مأمن من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله.
بحسب تصريحات من وزارة الصحة اللبنانية، قُتل حتى الآن 8 أشخاص على الأقل، بينما يتوقع المسعفون أن يرتفع عدد القتلى مع استمرار عمليات البحث في المبنى المنهار.
مصطفى حمزة، أحد سكان البلدة، يصف المشهد في عين يعقوب قائلا: "المبنى انهار بالكامل، أشلاء متناثرة على الطريق، وهناك عدد كبير من الشهداء والجثث والجرحى" ويضيف: "استهدفوا المبنى دون أي إنذار. إنها مجزرة بكل معنى الكلمة".
يؤكد هاشم هاشم، مالك المبنى، أن أفرادا من عائلته كانوا من بين القتلى، مشيرا إلى أن معظمهم نزحوا من الجنوب اللبناني قبل أسابيع فقط هربا من القصف، في حين كانت أسرة سورية تسكن الطابق الأول منذ قرابة 10 سنوات.
هذه الغارة التي استهدفت عين يعقوب هي واحدة من أبعد الغارات الإسرائيلية عن الحدود اللبنانية، مما أثار قلقا كبيرا بين أهالي المناطق الشمالية اللبنانية الذين شعروا لوهلة أنهم قد يكونون في مأمن من دائرة الحرب.
ويعتبر هذا الاستهداف امتدادا لحملة إسرائيلية بدأت بتكثيف الغارات الجوية على مناطق تعتبرها "معاقل لحزب الله" في جنوب وشرق لبنان، وقد شملت في الأيام الماضية بلدة علمات الشيعية في جبيل وبلدة برجا الساحلية.
ذكر الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس أن استهداف عين يعقوب كان بداعي ضرب عنصر تابع لحزب الله، زاعما أن الصاروخ المستخدم في الهجوم صُمم لتجنب إصابة المدنيين، إلا أن النتائج كانت كارثية على عائلات بأكملها، بحسب فرانس برس.
يأتي هجوم عين يعقوب بعد سلسلة من الغارات التي أودت بحياة مئات المدنيين اللبنانيين منذ تصاعد وتيرة الحرب في لبنان. ففي وقت سابق من الشهر، قُتل 23 شخصاً على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة علمات، كما لقي 20 آخرون مصرعهم في غارة على بلدة برجا. وفي بلدة أيطو شمالا، قُتل 21 شخصا إثر غارة مماثلة.
أهالي المناطق التي تعرضت للقصف يعيشون حالة من التوتر والذعر، إذ إن استهداف القرى الواقعة خارج معاقل حزب الله التقليدية أثار مخاوف كبيرة حول توسع دائرة النزاع ليشمل المناطق التي تريد أن تكون بعيدة عن الحرب.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة