"شات كولا".. مشروب فلسطيني تحاصره إسرائيل

يقول مالك المصنع فهد عرار، لوكالة "فرانس برس": "لقد زاد الطلب عليها (شات كولا) منذ بداية الحرب بسبب المقاطعة".

ويقول جوليان، وهو صاحب مطعم في رام الله، إنه خزن في ثلاجته التي تحمل علامة كوكا كولا التجارية علب شات كولا "منذ بداية الحرب، دعما للمقاطعة".

وبالمثل، يقول محمود سدر، مدير أحد المتاجر الكبرى في رام الله، إن المتجر يسجل زيادة في مبيعات المنتجات المحلية.. ويوضح "لاحظنا زيادة في مبيعات السلع العربية والفلسطينية التي لا تدعم (إسرائيل)، وهذا واضح في نظامنا".

وقال رئيس معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية رجا الخالدي لوكالة "فرانس برس" إن الرغبة في الحصول على بدائل فلسطينية ازدادت كثيرا منذ بدء الحرب في غزة، لكن ما يخنقها هو "افتقارنا للقدرة الإنتاجية".

يفخر عرار بتطوير منتج فلسطيني عالي الجودة في مصنع الشركة في سلفيت الذي افتُتح عام 2019، حيث يرتدي العاملون سترات كتب عليها بالعربية "الطعم الفلسطيني"، وطُبع عليها علم فلسطين.

منذ بدء التصنيع، بدأت "شات كولا" حملات إعلانية لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحت صفحة رسمية لها على فيسبوك الأكثر شيوعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينيين.

في 13 نوفمبر قالت الشركة على فيسبوك في منشور لها إنها تواجه "تحديات صعبة في استيراد المواد الخام".. تمثلت هذه التحديات في منع السلطات الإسرائيلية لها من استيراد المواد الخام القادمة عبر المعابر التي تفصل الضفة الغربية عن الأردن.

بعد العملية التي نفذها الأردني ماهر الجازي على الجانب الإسرائيلي من جسر الملك حسين وقتل خلالها 3 إسرائيليين، منعت إسرائيل مرور البضائع إلى الضفة الغربية عبر المعابر التي تربطها بالأردن.

إثر ذلك، واجهت "شات كولا" صعوبات وصفتها بـ"الجسيمة" في استيراد المواد الخام، وهذا ما صعب عملية الإنتاج في ظل الطلب المتزايد على المنتج.

أصدرت إدارة الشركة بيانا في 30 سبتمبر توضح فيه معاناة الاستيراد وتناشد الجهات المسؤولة والمعنية دعم المصانع الفلسطينية وحل مشكلة الاستيراد.

ويخطط مالك مصنع "شات كولا" فهد عرار لافتتاح مصنع جديد في الأردن لتلبية الطلب الخارجي لتجنب هذه التعقيدات، خاصة أن أحد خطوط الإنتاج ما زال متوقفا منذ أكثر من شهر.

ويقول عرار إن السلطات الإسرائيلية التي تحتجز شحنة كبيرة من المواد الخام على الحدود الأردنية، أثرت على الإنتاج، مضيفا أنه لا يستطيع تلبية سوى 10 إلى 15% من الطلب على منتجه.

على الرغم من أنها لا تزود القوات الإسرائيلية في غزة بالسلع المجانية، كما تفعل علامات تجارية أميركية أخرى، يُنظر إلى كوكا كولا ببساطة على أنها رمز للولايات المتحدة التي تقدم مساعدات عسكرية لإسرائيل.

لم ترد شركة كوكا كولا على طلب التعليق، لكنها تقول إن الشركة لا تنحاز لأي ديانة ولا تؤيد "أي قضايا سياسية أو حكومات أو دول".

ويقول مسؤول في شركة المشروبات الوطنية، وهي الشركة الفلسطينية التي تعبئ كوكا كولا في الأراضي الفلسطينية، لوكالة "فرانس برس" إن الشركة لم تلاحظ إرجاع الكثير من منتجاتها من الكوكا كولا من المتاجر المحلية.

غير أن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أضاف "لكن هناك تراجعا كبيرا في مبيعات المشروب للمحال التي تحمل أسماء أجنبية وتتعرض للمقاطعة، بنسبة تصل إلى 80%".

تعرضت كوكا كولا لانتقادات في الماضي من قبل حملة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" على إسرائيل، التي يقودها الفلسطينيون، لامتلاكها مصنعا في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل.

وتدعو الحملة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية أو منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل.

ويقول مؤسس حركة المقاطعة عمر البرغوثي، لوكالة "فرانس برس": "إن الحملة تدعم تماما المقاطعة العضوية لكوكا كولا".