انتقال للسلطة أم حقول ألغام.. ماذا ورث ترامب عن بايدن؟

سمح الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS طويلة المدى ضد القوات الروسية والشمال كورية لحماية القوات الأوكرانية في منطقة كورسك في الغرب الروسي، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

أحد أهم المخاوف التي تثار حول هذا القرار هو إمكانية استفزاز روسيا، ما قد يعتبر خطوة تصعيد مباشر من قبل الولايات المتحدة ويُدخل الحرب إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة.

في هذا الشأن، قالت النائبة بالبرلمان الروسي ماريا بوتينا، الإثنين، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخاطر باندلاع حرب عالمية ثالثة إذا سمحت لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع لقصف عمق الأراضي الروسية.

وفي حال استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ لاستهداف مواقع عسكرية أو لوجستية داخل الأراضي الروسية، من المرتقب أن يرفع ذلك من مستوى التعقيد ويقوض أي جهود مستقبلية تقوم بها إدارة ترامب للتفاوض.

من بين الألغام التي وضعها بايدن في طريق ترامب هو تحصين البيروقراطية الفيدرالية ذات الميول اليسارية ضد أي تغييرات جذرية قد يسعى إليها الجمهوريون، وفقا لتقرير نشرته صحيفة بوسطن هيرالد في سبتمبر 2023.

يسعى بايدن بهذه الخطوة جعل إدارة ترامب تواجه تحديات في إعادة تصنيف الموظفين الفيدراليين أو إنهاء خدماتهم حتى يصعب تطبيق سياسات جديدة تتعارض مع توجهاته، وتُظهر الإحصاءات أن غالبية العاملين الفيدراليين يدعمون الديمقراطيين، ما يجعل هذا الدعم حاجزاً أمام تنفيذ سياسات جمهورية.

لكن ترامب وشريكه الملياردير إيلون ماسك يدركون وجود هذه السياسات ويستعدون للتصدي لها من خلال إنشاء إدارة جديدة، تسمى قسم الكفاءة الحكومية، مع التخطيط لإعادة تفعيل الجدول F الذي يمنحهما صلاحية تسريح الموظفين الذين قد يشكلون عوائق لأجندتهم السياسية.

على صعيد الملف الإيراني، يُعد فشل بايدن في إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 واحداً من أبرز الإخفاقات الاستراتيجية على الساحة الدولية، إذ استغلت إيران هذا الفراغ واتخذت خطوات واسعة لتعزيز برنامجها النووي، بما في ذلك زيادة تخصيب اليورانيوم وبناء أجهزة طرد مركزي متطورة، مع الاحتفاظ بخيار إنتاج قنبلة نووية إذا شعرت بالتهديد.

كما دفع الفراغ، الذي شكله غياب أي علاقات أو اتفاقيات، إيران إلى تقوية علاقاتها مع خصوم الولايات المتحدة التقليديين مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية. هذا التوجه يزيد من تعقيد أي جهود مستقبلية لإعادة التفاوض أو ضبط العلاقات مع إيران.

فشل بايدن هذا ترك العلاقات الأميركية-الإيرانية في حالة من الجمود، حيث لا توجد أفق واضحة لإعادة بناء الثقة أو التوصل إلى تفاهمات جديدة، حسب ما ذكرته مجلة ذا نايشن، كما أن أي خطوة لإحياء المفاوضات ستتطلب من الجانب الإيراني تنازلات قد تكون غير واقعية بالنظر إلى مسار التطورات الحالية.

سيترك بايدن عدة "ألغام سياسية" لترامب في الشرق الأوسط، مما يُنذر بخلق مشهد معقد ومتقلب ستجد الإدارة المقبلة صعوبة في التعامل معه. من أبرز هذه التحديات الحرب المستمرة في غزة، التي تصاعدت بشكل كبير خلال فترة بايدن، مخلفة آثارا إنسانية مدمرة يصعب معالجتها في المستقبل القريب.

إلى جانب الحرب في غزة، شهدت التوترات الإقليمية تصاعدًا ملحوظًا خلال إدارة بايدن، حيث انضمت جهات موالية لإيران إلى الصراع، مما أدى إلى فتح جبهات قتال متعددة في المنطقة.

ويضيف صعود نفوذ الميليشيات المدعومة من إيران في العراق ولبنان وتوسّع عملياتها لاستهداف المصالح الأميركية والإسرائيلية مزيدًا من التعقيد للأعباء الأمنية التي ستواجهها الإدارة المقبلة.

على صعيد آخر، تزيد التحولات في التحالفات الإقليمية من تعقيد المشهد. هذه التعقيدات التي شهدتها المنطقة خلال إدارة بايدن قد تُضعف قدرة إدارة ترامب على بناء تحالفات إقليمية قوية لمواجهة التحديات المشتركة، مما يزيد من تعقيد الوضع ويضع مزيدًا من العقبات أمام إدارة ترامب القادمة.