"إرهاب ترانزيت".. مسار أفريقي لأعضاء داعش إلى أوروبا

وفقاً لتقرير صحيفة لوموند، بدأ أعضاء تنظيم داعش يعتمدون على مسارات معقدة وعابرة للقارات للوصول إلى أوروبا. تبدأ هذه الرحلات غالباً من الشرق الأوسط، وتحديداً من مناطق مثل دير الزور في سوريا، التي هرب منها العديد من أعضاء التنظيم باتجاه تركيا بعد انهيار التنظيم الإرهابي عام 2019.

في تركيا، يستخدم هؤلاء الأفراد جوازات سفر وتأشيرات دخول مزيفة للانتقال إلى دول أخرى، مثل السودان، حيث يسعون للحصول على جنسية جديدة. لكن أحياناً، يتم التعرف عليهم واعتقالهم، كما حدث مع بعضهم الذين قضوا سنوات في السجون السودانية.

عقب إطلاق سراحهم، يواصل أعضاء التنظيم، دون كلل، رحلتهم إلى دول أفريقية مثل ساحل العاج ومدغشقر، حيث يعتمدون على شبكات محلية للحصول على وثائق مزورة وتنظيم تحركاتهم نحو أوروبا.

في عملية أمنية دولية معقدة، تمكنت السلطات في ساحل العاج ومدغشقر، بمساعدة من الاستخبارات الأميركية والفرنسية، من اعتقال شبكة إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" كانت تخطط لنقل أفرادها إلى أوروبا.

بدأت العملية في يوليو 2024، عندما داهمت وحدة مكافحة الإرهاب الإيفوارية، بناءً على معلومات استخباراتية أميركية، شقة في منطقة كوماسي بأبيدجان وألقت القبض على السوريين، ماهر أ. وسليم أ.، بالإضافة إلى عراقي وابنه محمد و.، وبحوزتهم وثائق مزورة و30 بطاقة هاتف.

في الوقت نفسه وعلى بعد حوالي 6500 كيلومتر، تمكنت السلطات في مدغشقر، بالتعاون مع الاستخبارات الفرنسية، من اعتقال حسن أ.، قريب ماهر وسليم، برفقة عراقي آخر، وأظهرت التحقيقات أن جميع المعتقلين كانوا جزءاً من شبكة توفر الدعم اللوجستي لعناصر التنظيم.

يفيد مكتب الاستخبارات الوطنية الأميركي أن الجماعات الإرهابية تتمركز في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، مثل حركة الشباب في الصومال وأنصار الشريعة في ليبيا وتونس وبوكو حرام في نيجيريا والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الجزائر ومالي.

لكن تقرير لوموند كشف عن انتقال الشبكة الإرهابية من معاقلها التقليدية إلى ساحل العاج ومدغشقر كجزء من مخطط أوسع لإعادة توطين أعضاء التنظيم ونقلهم إلى أوروبا.

في السابق، اعتادت السلطات الأمنية في ساحل العاج التعامل مع تهديدات قادمة من جيرانها المباشرين مثل بوركينا فاسو ومالي، حيث تنشط جماعات متطرفة تابعة لتنظيم القاعدة. وبالمثل، كانت مدغشقر تركز على تهديدات محتملة من الجماعات الإرهابية المتمركزة في مقاطعة كابو ديلغادو في موزمبيق، لكنها لم تشهد سابقاً أي حضور مباشر لعناصر "داعش" على أراضيها.

تستخدم الجماعات الإرهابية في أفريقيا أساليب متنوعة لتمويل أنشطتها، وقد حددتها مجموعة العمل المالي، FATF، في:

• الابتزاز والسرقة: تُجبر السكان المحليين على دفع "ضرائب" مقابل الحماية، وتنفذ عمليات نهب تستهدف الشرطة والبنوك والأسواق.
• التبرعات واستغلال المنظمات غير الربحية: تُجمع الأموال تحت ستار العمل الخيري، أو عبر النظم الدينية مثل الزكاة.
• الاتجار غير المشروع: مثل تهريب المخدرات والأسلحة وفرض رسوم على مرور البضائع عبر مناطق نفوذها.
• الاختطاف مقابل الفدية: تختطف الجماعات الإرهابية أفراداً للحصول على فدى مالية ضخمة تقدر بملايين اليوروهات مقابل تحريرها.