سياسة
لم تعد منصات مثل TikTok وDiscord وRoblox مجرد أماكن بريئة للتسلية والتواصل، وإنما أصبحت ساحات خفية، يستغلها المتطرفون لاستقطاب الشباب والأطفال، وفقا لتقرير نشرته شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية.
ويتيح التطور الرقمي المستمر لهؤلاء المتطرفين إنتاج ومشاركة مواد متطرفة مباشرة على هذه المنصات، مما يزيد من هشاشة القُصّر أمام مخاطر الاستقطاب.
في ظل تنامي هذه الظاهرة، اجتمعت الدول الأعضاء في مجموعة "العيون الخمس" (Five Eyes)، التي تضم أستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، لتوحيد جهودها في مواجهة استقطاب القُصّر نحو التطرف العنيف، خاصة عبر الإنترنت.
تشير تقارير المجموعة إلى أن القُصّر يشكلون تهديدا إرهابيا مشابها للبالغين، إذ يمكنهم تنفيذ هجمات إرهابية، وتوزيع محتوى متطرف، وتجنيد آخرين.
ويطالب مسؤولو الأمن بضرورة تعاون الحكومات، والمؤسسات التعليمية، وخدمات الصحة النفسية والاجتماعية، وشركات التكنولوجيا، لاتخاذ خطوات استباقية، تمنع استقطاب هؤلاء القُصّر قبل تدخل الأجهزة الأمنية.
في أستراليا، أظهرت تحقيقات فرق مكافحة الإرهاب تورط قاصرين في أنشطة عنصرية عنيفة عبر الإنترنت؛ أحدهم، 16 عاما، كان يدعو إلى "الدفاع عن العرق الأبيض" والتحضير لهجمات كبرى ضد غير القوقازيين، في حين خطط آخر، 14 عاما، لتنفيذ إطلاق نار جماعي بدوافع عنصرية في مدرسته.
وأكد المدير العام لمنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية (ASIO)، مايك بيرجس، أن 20% من قضايا مكافحة الإرهاب ذات الأولوية تشمل شبابا، مشيرا إلى أن جميع الهجمات الإرهابية في أستراليا هذا العام، كان منفّذوها من الشباب.
وتصديا لذلك، حظرت أستراليا في نوفمبر 2024 استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاما، مع تحميل المنصات غرامات مالية، بسبب إخفاقات نظامية تمنع فتح حسابات على هذه المنصات.
في المملكة المتحدة، اعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب قاصرا، تورط في نشر محتوى يدعم تنظيم "داعش"، مما كشف عن تعرّضه لاستقطاب من قِبل شبكات متطرفة عبر الإنترنت. كما تورّط قاصران آخران، 17 و15 عاما، في جنوب ويلز، في أعمال تخريب عنصرية، بما في ذلك تشويه نصب تذكاري.
أوضح المفوض المساعد مات جوكس، أن الإنترنت أسهم في عولمة التطرف، ما جعل الأفكار المتطرفة أكثر انتشارا وسهولة في الوصول إلى الشباب حول العالم. ودعا إلى استجابة مجتمعية شاملة، إذ لا تستطيع وكالات إنفاذ القانون والأمن وحدها مواجهة هذا التحدي.
تحديد متى يصبح القاصر عرضةً للتطرف، ليس بالأمر السهل، لكن هناك إشارات قد تساعد الآباء في رصد الخطر، منها:
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة