هل تندلع "حرب تأشيرات" بين باريس والجزائر؟
يلوح في أفق العلاقات بين الجزائر وفرنسا منذ عدة أسابيع، شبح "حرب تأشيرات" جديدة بعد تصريحات حادة أدلى بها مسؤولون فرنسيون، دفعت الجزائر إلى التنديد بنفوذ "اليمين المتطرف الانتقامي" في فرنسا.
وقال أستاذ القانون في جامعة "غرونوبل ألب" سيرج سلامة "في كل مرة تكون هناك أزمة بين فرنسا والجزائر، تكون الهجرة أهم اجراء انتقامي".
وتفاقم الخلاف بين الطرفين مع اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر، ثم اعتقال العديد من الشخصيات المؤثرة الجزائرية والفرنسية-الجزائرية في فرنسا بتهمة الدعوة إلى العنف.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيللو الأحد: "أنا مع اتخاذ إجراءات قوية، لأنه بدون توازن القوى لن ننجح"، لافتا الى وجوب إعادة النظر في اتفاقية 1968 التي تحدد شروط دخول الجزائريين إلى فرنسا والتي وافقت عليها باريس.
لكن الجزائر وباريس لم تستخدما حتى الآن "سلاح الهجرة" الذي تم التلويح به مرارا في الفترات الماضية، بحسب فرانس برس.
بالنسبة الى فريدة سويح، الخبيرة السياسة في EM Lyon، فإن الجدل الحالي هو جزء من "مزيد من الديناميات العالمية حيث تستخدم العديد من البلدان" قضايا الهجرة "كأدوات دبلوماسية"، على غرار الولايات المتحدة، حيث جعل الرئيس دونالد ترامب هذا الموضوع من أولوياته.
وحذر سلامة من أنه إذا اندلعت "حرب تأشيرات" فرنسية جزائرية جديدة، فقد "تخلق جوا مثيرا للقلق"، خصوصا بالنسبة إلى ما بين 2,5 و3 ملايين من مزدوجي الجنسية أو الفرنسيين من أصل جزائري الذين يعيشون في فرنسا، ويواجهون عراقيل كثيرة من أجل رؤية عائلاتهم.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بداية يناير أن التأشيرات جزء من "الأدوات التي يمكننا تفعيلها".
وابدى بعدها استعداده للذهاب إلى الجزائر لإجراء محادثات. واعترف الاثنين بأن الانسحاب من اتفاقية عام 1968 "ليس وصفة معجزة".
وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان أن الجزائر "لم تنخرط بأي حال من الأحوال في منطق التصعيد أو المزايدة أو الإذلال".