سياسة

السجن أفضل.. "أبو رموز" يخرج طوعا من قائمة المبعدين من فلسطين

نشر

أكثر من 200 معتقل في السجون الإسرائيلية تفرج عنهم تل أبيب ضمن المرحلة الثانية من صفقة التبادل مع أسراهم الموجودين في غزة بيد الفصائل الفلسطينية منذ 7 أكتوبر 2023 حين اندلعت الحرب التي استمرت 15 شهرا.

لكن إسرائيل وضعت شرطا لـ70 معتقلا من المحكوم على أغلبهم بالمؤبد، وهو الإبعاد خارج البلاد، لذلك، اختارت عائلة الأسير معاذ أبو رموز إبقاء ابنها 50 يوما إضافيا (تنتهي فيها مدة عقوبته الأساسية) قبل الإفراج عنه على خروجه الآن وإبعاده ليحلّ محله أسيران آخران في القائمة وفقا للإعلام الإسرائيلي.

بلينكس التقت عائلة أبو رموز التي حكت قصة ابنها الذي خرج من قبل ضمن صفقة تبادل المجند غلعاد شاليط قبل ١٤ عاما. لكن إسرائيل أعادت اعتقاله مرة أخرى وفرضت عليه قضاء ما تبقى من فترة عقوبته البالغة 18 عاما، واليوم عائلته طلبت استثناءه من الأسماء المفرج عنها ضمن القائمة الحالية لإفساح المجال لآخرين.

اعرف أكثر

يروي محمود شقيق معاذ القصة، فيقول إن أخيه اعتقل عام ٢٠٠٤ ليحكم عليه بالسجن مدة 18 عاما أمضى منها ٧ سنوات قبل إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل المعتقلين الفلسطينيين بالمجند الإسرائيلي غلعاد شاليط ليكون ضمن 1027 فلسطينيا خرجوا عام ٢٠١١.

لكن الأمور لم تسر على ما يرام، فأعادت إسرائيل اعتقاله مرة أخرى عام ٢٠١٤ ضمن أغلبية من أفرج عنهم في الصفقة، ليقضي ما تبقى له من العقوبة التي فرضها الإسرائيليون.

وفق محمود الذي حكى القصة لبلينكس، فإن أخيه يتبقى له ٥٠ يوما لانقضاء فترة السجن والإفراج عنه، ولذلك قررت الأسرة التي علمت الخبر من وسائل الإعلام التواصل مع المحاميين واستثنائه من هذه الصفقة ليوضع بدلا من اسمه معتقلا آخر يحصل على حريته.

بالفعل تواصلت الأسرة مع أحد المحامين الذي رفع طلبا مكتوبا في المحكمة العليا الإسرائيلية، وجاءت الموافقة باستثناء اسمه من الصفقة.

الأسير معاذ أبو رموز

يرجع محمود قرار الأسرة بعدم خروج ابنها ضمن الصفقة إلى أنه يمكنه الصبر أياما معدودة إذ واجه ١٨ عاما فيما يحصل آخر على حريته، ويدخل هذا الفرح على عائلة أخرى.

لكن هناك سببا آخر أكثر أهمية تشير إليه تفاصيل الصفقة، وهو أن 70 معتقلا من أصل 200 عنهم إسرائيل مصيرهم الإبعاد إلى خارج الأراضي الفلسطينية، وهذا ما حصل عند التنفيذ، السبت، إذ وصل المعتقلون الـ70 إلى مصر.

وتقول مؤسسات فلسطينية إن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرج عنهم ضمن الصفقة الحالية، 47 كان أطلق سراحهم في ما عُرف بصفقة شاليط 2011، قبل أن يعاد اعتقالهم.

في مقابل استثناء أبو رموز، أضيف معتقلان إلى قائمة المفرج عنهم هما أحمد رائد زيد فَرّوح وأحمد محمد نايف الحوامدة، بحسب ما أشارت القناة ١٢ الإسرائيلية والصحافية في معاريف أنا رايفا بارسكي.

وتمت إضافة سجينين آخرين إلى قائمة المعتقلين الذين يطلق سراحهم في إطار صفقة التبادل.

في قصة أخرى، تبدّدت فرحة إيمان نافع بالإفراج عن زوجها نائل البرغوثي من سجن إسرائيلي في إطار اتفاق الهدنة الذي بدأ تطبيقه الأحد، حين علمت أن اسمه مدرج مع الذين سيُبعدون عن الأراضي الفلسطينية.

أمضى البرغوثي (68 عاما) قرابة 44 عاما في السجون الاسرائيلية، من ضمنها 34 سنة متواصلة، إذ أعيد اعتقاله في العام 2014 بعد أن أفرج عنه في صفقة تبادل سابقة بين إسرائيل وحركة حماس في العام 2011، ما يجعله المعتقل الذي أمضى أكبر عدد سنوات في السجون الإسرائيلية، وفق نادي الأسير الفلسطيني.

يوم قرأت اسمه على اللائحة التي نشرتها وزارة العدل الإسرائيلية وتضمنتّ مئات أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق مقابل 33 رهينة خُطفوا في السابع من أكتوبر 2023 من إسرائيل إلى قطاع غزة، شعرت إيمان نافع "بفرح كبير".

كانت أمضت أياما وهي تترقب هذا الإعلان وتعيد تزيين المنزل، فتعلّق صورا لزوجها هنا وهناك، بعضها وهو في الـ18 من عمره، وأخرى وهو في الستينات، وجميعها وهو داخل السجن.

لكن الحماس تبدد حين تبيّن لها أن زوجها سيكون من ضمن المبعدين خارج الأراضي الفلسطينية، وفق القائمة الإسرائيلية.

وتقول لوكالة فرانس برس "طبعا، أصبت بالحزن الشديد، لأنني كنت أنتظر بفارغ الصبر، ولم أتوقع أن يخضع نائل لعقوبة جديدة بإبعاده عن وطنه وعن أرضه. أعتقد أن هذه هي أقسى عقوبة في التاريخ".

لكنها تضيف أن قرار الإبعاد "مرفوض من جانبنا. أنا متأكدة أن نائل سيرفضه، وسيفضل البقاء في السجن على أن يخرج".

وتتابع "تخيّل إنسانا أمضى 44 عاما في السجن، تُفرض عليه عقوبة جديدة بإبعاده عن أهله وبلده ووطنه ومكانه الذي عاش فيه".

ثم تضيف "صار عمره 68 عاما. هذا أكبر ظلم".

حمل التطبيق

ملفات تعريف الارتباط الشروط والأحكام سياسة الخصوصية تواصل معنا

السجن أفضل.. "أبو رموز" يخرج طوعا من قائمة المبعدين من فلسطين

اعرف أكثر

السجن أفضل من الإبعاد

هدنة وصفقة تبادل