إسرائيل ترحب ودول العالم ترفض.. أبرز ردود فعل على "خطة ترامب"
أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أعلن فيها نية الولايات المتحدة "السيطرة" على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه الفلسطينيين في دول أخرى، ردود فعل دولية واسعة ومتباينة، وفيما انتقد الجميع ما قاله ترامب، أيدت إسرائيل ما جاء به.
ردود الفعل العربية والدولية
أكدت دولة الإمارات التزامها بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، وموقفها التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني، وشددت على ضرورة إيجاد أفق سياسي جاد يفضي إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ما يعكس قناعتها بأن لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها، أن التحديات الكبيرة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط تتطلب تعزيز جسور التواصل والحوار وتغليب الحلول الدبلوماسية وتكثيف الجهود الإقليمية والدولية الداعمة لمسار السلام الشامل، حيث طالبت دولة الإمارات دوماً المجتمع الدولي بتعزيز الجهود المبذولة كافة من أجل معالجة الأسباب الجذرية لهذا الصراع الممتد، والوصول إلى حل عادل ودائم يحقق الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
كما أكدت رفضها القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره، ودعت إلى ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش.
وندّدت جامعة الدول العربية، الأربعاء، بمقترح الرئيس الأميركي، معتبرة هذه الفكرة "المخالفة للقانون الدولي" بمثابة "وصفة لانعدام الاستقرار".
وقالت الأمانة العامة للجامعة، في بيان، إنّها وإذ "تُعرب عن ثقتها برغبة الولايات المتحدة ورئيسها في تحقيق السلام العادل في المنطقة، فإنّها تؤكد أن الطرح الذي تحدّث به الرئيس ترامب ينطوي على ترويج لسيناريو تهجير الفلسطينيين المرفوض عربيا ودوليا، والمخالف للقانون الدولي".
وأضافت أنّ "هذا الطرح يُمثّل وصفة لانعدام الاستقرار، ولا يُسهم في تحقيق حلّ الدولتين الذي يُمثّل السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي المنطقة" بأسرها.
وجدّدت الجامعة المكوّنة من 22 دولة عربية المطالبة بتنفيذ حلّ الدولتين، مشدّدة على أنّ "الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلّين، يشكلان معا إقليم الدولة الفلسطينية المستقبلية".
أكدت وزارة الخارجية السعودية أن موقف المملكة ثابت وراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة، مشددة على رفضها لأي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
شدّد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، الأربعاء، على أهمية تولي سلطة فلسطينية الحكم في قطاع غزة، بعد ساعات من اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سيطرة" الولايات المتحدة على القطاع.
وأعرب عبدالعاطي خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، عن "دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية"، مشددا "على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا وتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن رفضها لخطط ترامب قائلة "الأمر الواضح في الوقت نفسه هو أن قطاع غزة، تمامًا كما هو الحال مع الضفة الغربية والقدس الشرقية، هي أراض تابعة للفلسطينيين، وهي تمثل الأساس لدولة فلسطين المستقبلية".
من جهته قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن بلاده تواصل العمل مع شركائها الدوليين من أجل التوصل إلى حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
اعتبر المفوّض الأممي السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن مشروع السيطرة على غزة ونقل سكان القطاع الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب "مفاجئ جدّا".
وقال غراندي في مقابلة مع وكالة فرانس برس في بروكسل إنه "من الصعب جدّا التعليق على هذه المسألة الحسّاسة جدّا"، مشيرا إلى أنه "أمر مفاجئ جدّا، لكن لا بدّ من معرفة ما يعنيه على أرض الواقع".
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن لندن ستكون مع الفلسطينيين على المسار المؤدي لحل الدولتين، مؤكدا "يجب السماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وإعادة الإعمار".
من جانبه، أكّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن الفلسطينيين يجب أن يكونوا قادرين على "العيش وأن ينعموا بالازدهار" في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وصف وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، تصريحات ترامب بأنها "غير مقبولة"، مشيرًا إلى أن تهجير الفلسطينيين من غزة يُعدّ خطوة خاطئة وغير مقبولة.
قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن روسيا تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين.
أعلنت وزارة الخارجية الصينية معارضتها لأي "ترحيل قسري" لسكان غزة، مؤكدة دعمها لحل الدولتين كمسار للتسوية السياسية للقضية الفلسطينية.
قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس ترى أن مستقبل غزة يكمن في "دولة فلسطينية مستقبلية" وليس في سيطرة "دولة ثالثة".
أكد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، استمرار دعم بلاده لحل الدولتين، مشددًا على أن موقف أستراليا لم يتغير.
قال رئيس البرازيل لولا دا سيلفا إن تعهد ترامب بالسيطرة على قطاع غزة "ليس منطقيا".
أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية عن رفضهما الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وقال عباس، "إننا لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها، وهذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيراً للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة، دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، على أساس حل الدولتين".
رفضت الحركة تصريحات ترامب، ووصفتها بأنها "موقف عنصري" يتماشى مع سياسات "اليمين الإسرائيلي المتطرف"، محذرة من أن هذه الخطط قد تؤدي إلى زيادة الفوضى والتوتر في المنطقة.
أكد أمينها العام، حسين الشيخ، رفض المنظمة لأي دعوات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، مشددًا على أن حل الدولتين وفقًا للشرعية الدولية هو الضمان للأمن والاستقرار والسلام.
وصف السيناتور كريس فان هولن اقتراح ترامب بأنه "تطهير عرقي" تحت مسمى آخر، محذرًا من تداعياته السلبية على العلاقات مع الشركاء العرب.
رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بخطة ترامب، واصفًا إياها بأنها "ستغير التاريخ".
كما أيدت شخصيات إسرائيلية أخرى، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، هذه التصريحات، معتبرين أنها تمثل حلاً لمشكلة غزة.