تواجه أوروبا تحديًا كبيرًا أمام المنافسة المتزايدة من الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي. في الوقت الذي أطلقت فيه الصين نموذجها الثوري ديب سيك، وضخت الولايات المتحدة استثمارات بقيمة 500 مليار دولار في مشروع ستارغيت، تجد فرنسا نفسها في سباق لتحقيق تقدم تكنولوجي.
في هذا الشأن، أعلن الرئيس ماكرون أن فرنسا ستستقطب استثمارات خاصة تصل إلى 109 مليارات يورو خلال السنوات القادمة، في محاولة لتعزيز البنية التحتية وتطوير التقنيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وكانت الإمارات قد أعلنت في 5 فبراير 2025 عن مشروع استثماري ضخم بالشراكة مع فرنسا لبناء مجمع بيانات يُعتبر الأكبر في أوروبا. المشروع، الذي تصل استثماراته إلى ما بين 30 و50 مليار يورو، سيُطور من خلال تحالف يضم شركات فرنسية وإماراتية، مع توفير مراكز بيانات ذات قدرة حوسبية فائقة.
إلى جانب الاستثمار الإماراتي، كشف صندوق "بروكفيلد" الكندي عن نيته استثمار 20 مليار يورو في فرنسا بحلول عام 2030 لإنشاء مراكز بيانات وبنية تحتية للطاقة المتجددة.
أطلقت 9 دول، بما في ذلك فرنسا، بالتعاون مع جمعيات وشركات كبرى، مبادرة عالمية تحت اسم "الذكاء الاصطناعي الحالي" باستثمار أولي قدره 400 مليون دولار، يهدف إلى تعزيز الذكاء الاصطناعي لتحقيق المصلحة العامة. تتضمن الخطة إنشاء قواعد بيانات مفتوحة في مجالات الصحة والتعليم، والعمل على تطوير معايير للشفافية والأمان في مجال الذكاء الاصطناعي.
في هذا الصدد، شدد ماكرون على أهمية أن تكون فرنسا وأوروبا في قلب هذه الثورة التكنولوجية لتحقيق الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة. وأشار إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب توازنًا بين تسريع الابتكار ووضع تنظيمات تحمي القيم الأوروبية الأساسية.