"آدم" و"نصرالله" يشغلان اللبنانيين.. كيف تجري مراسم التشييع؟
مع حركة الاتصالات السياسية والدبلوماسية التي يجريها الرئيس اللبناني جوزيف عون، لإجبار إسرائيل على الانسحاب من التلال الخمسة في جنوب لبنان، تتوجه الأنظار إلى مراسم تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، الأحد المقبل.
ورغم حلول موجة صقيع حملها معه المنخفض الجوي القطبي "
آدم" وتستمر حتى الثلاثاء المقبل، يتوقع أن يشكّل تشييع نصرالله مناسبة لمحاولة استعراض القوة بعد انتكاسات متلاحقة للحزب المدعوم من إيران.
هذه المناسبة، استدعت استنفارا حكوميا، إذ ترأس الرئيس اللبناني جوزف عون، مساء الجمعة، اجتماعا أمنياً في قصر بعبدا الرئاسي لبحث الأوضاع الأمنية وترتيبات التشييع.
وتم خلال الاجتماع، الذي شارك فيه وزيري الدفاع والداخلية وعدد من المسؤولين الآخرين، استعراض "الأوضاع الأمنية في البلاد والتطورات في الجنوب"، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، وتقرر أن "تكون الاجتماعات الأمنية دورية وعندما تقتضي الحاجة".
واغتالت الطائرات الحربية الإسرائيلية نصرالله في 27 سبتمبر 2024، في سلسلة غارات شنتها على مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. وبعد 4 أيام من اغتيال نصرالله، تم انتخاب هاشم صفي الدين أميناً عاماً للحزب، قبل اغتياله بغارة يوم 3 أكتوبر 2024.
انتشرت رايات حزب الله الصفراء وصور نصرالله وصفي الدين، على طول الطريق الرئيسي من مطار بيروت المؤدي إلى المدينة الرياضية، مكان التشييع، والتي تتسّع مدرجاتها لأكثر من 50 ألف شخص، لكن يُقدّر أن يحتشد عشرات الآلاف في الشوارع والمحيط للمشاركة في المسيرة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وستبدأ المراسم عند الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي وتستمر لساعة، على أن يسير المشيّعون بعدها نحو موقع الدفن المستحدث لنصرالله في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤديين إلى مطار بيروت، الذي أعلنت سلطاته إقفاله لأربع ساعات تزامنا مع التشييع.
وقتلت إسرائيل الآلاف من عناصر حزب الله وألحقت دمارا هائلا بالضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى من لبنان حيث يعيش أنصار الجماعة.
وزادت الأمور سوءا بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وهو حليف رئيسي للجماعة، في ديسمبر كانون الأول لينقطع طريق الإمدادات مع إيران.
انعكس ضعف قدرات حزب الله على المشهد السياسي في لبنان بعد الحرب، إذ لم تتمكن الجماعة من فرض إرادتها في تشكيل الحكومة الجديدة، ولم تتطرق مسودة البيان الوزاري للحكومة أي إشارة تضفي الشرعية على ترسانة أسلحة التي يمتلكها الحزب.
دعوات لمشاركة رسمية وشعبية
دعا الحزب المسؤولين اللبنانيين الى الحضور، فيما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الإثنين، إن بلاده ستشارك في التشييع "على مستوى رفيع"، من دون تفاصيل أخرى.
ومن المتوقّع أن يشارك في المراسم أيضا ممثلون عن الفصائل العراقية الموالية لإيران وحلفاء حزب الله.
مطار بيروت وتدابير أمنية مشددة
أعلنت الخطوط الجوية اللبنانية، أنها ستسير كل رحلاتها ليوم الأحد 23 فبراير مع
بعض التعديلات في مواعيد إقلاع وهبوط الطائرات بسبب تعليق حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي ابتداءً من الساعة الثانية عشر ظهراً ولغاية الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم نفسه، بالتوقيت المحلي.
وطلبت من المسافرين الالتزام بتوجيهات قوى الأمن الداخلي بشأن حال الطرق التي يمكن سلوكها للوصول إلى المطار، والأخذ بعين الإعتبار ضرورة الوصول إلى المطار قبل موعد إقلاع الطائرة بساعتين على الأقل.
حذرت دائرة التقديرات في مصلحة
الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن يتأثر لبنان والحوض الشرقي للمتوسط بمنخفض جوي قطبي المنشأ، يطلق عليه اسم "آدم"، ويكون مصحوبا بكتل هوائية باردة تؤدي إلى انخفاض ملحوظ بدرجات الحرارة خصوصا يومي السبت والأحد، مع دخول الكتلة الأشد برودة خصوصا شمال البلاد، ومن المتوقع أن يستمر تأثيره حتى الثلاثاء.
ومع تعليمات بتوخي الحذر على الطرقات بسبب الثلوج، من المتوقع أن تشلّ مراسم التشييع البلاد مع تدفّق مناصري حزب الله إلى بيروت من مناطق عدة.