إيال زامير.. إسرائيل تراهن على "سوري يمني" الأصول
قائد لواء دبابات سابق من أصول سورية ويمنية أصبح رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، بعد أداءه اليمين الدستورية، الأربعاء.
يتسلم إيال زامير مهامه الجديدة في مرحلة دقيقة بالنسبة إلى الجيش الذي أقرّ "بإخفاق تام" في منع هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ويخلف زامير الذي كان مديرا لوزارة الدفاع، رئيس الأركان هرتسي هاليفي الذي قدم استقالته الشهر الماضي على خلفية "الفشل" في مواجهة هجوم حماس.
ويتولى زامير (59 عاما) منصبه في مرحلة دقيقة في حرب إسرائيل ضد حماس، فيما الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير مهددة.
انضم زامير المولود في مدينة إيلات بجنوب إسرائيل والذي هاجر جده لأبيه من اليمن ووصلت عائلة والدته من سوريا، إلى الجيش عام 1984.
أكد زامير، الأربعاء، خلال تنصيبه أن "مهمة إسرائيل ضد حركة حماس لم تنته بعد" موضحا "هذه ليست عملية تسليم وتسلم عادية هذه لحظة تاريخية، حماس تكبدت ضربة قاسية، لكنها لم تُهزم بعد".
ويأتي تنصيب زامير في وقت تتصاعد التوترات في الضفة الغربية المحتلة حيث نشر الجيش دباباته في الأسابيع الأخيرة للمرة الأولى منذ 20 عاما.
مهمته.. النصر المطلق على حماس
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال عند إعلانه تعيينه الشهر الماضي، إنه يأمل أن يساعد زامير في تحقيق هدف إسرائيل المتمثل في "النصر المطلق" على حماس.
وفي حديث لوزارة الدفاع بعد يوم من تعيينه، نُقل عن الأب لثلاثة قوله إن 2025 سيكون "عام القتال المستمر" وأضاف "أظهرت لنا الحرب أنه يجب أن نعتمد على أنفسنا".
وقال جوناثان كونريكوس، الناطق السابق باسم الجيش والذي خدم مع زامير، إن الرئيس المعين حديثا سيكون عليه "التعامل مع التحديات الاستراتيجية الأكثر دقة"، بما فيها استعادة ثقة العامة.
كتب زامير في وثيقة سياسات قدمها عام 2022 لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن على إسرائيل تبني نهج أكثر صرامة من أجل منع إيران من تطوير الأسلحة النووية.
وفي إطار سعيه إلى تعزيز التعاون الإقليمي، بدعم من الولايات المتحدة ضد ما سماه "محور إيران"، دعا زامير إلى "عمل هجومي" من أجل ضمان النجاح.
ويعكس موقفه تجاه إيران موقف نتانياهو الذي قال أخيرا إن إسرائيل تخطط لإنهاء المهمة ضد المحور إيراني.
من خارج "نادي رؤساء الأركان"
على نقيض هاليفي الذي تجنب الأضواء، يبدو زامير شخصية قوية.
وعلى نقيض رؤساء الأركان السابقين الذين خدموا في وحدة المظليين أو في لواء غولاني، بدأ زامير مسيرته المهنية في سلاح المدرعات.
"يفهم جيدا ما هي الحروب الكبرى"
بصفته رئيسا لوزارة الدفاع، يُنسب إلى زامير بعض أكبر المشتريات الدفاعية في إسرائيل وأهمها.
وقال أمير أفيفي، الجنرال الإسرائيلي السابق الذي أسس مركز البحوث اليميني "منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي"، عن زامير "إنه يفهم جيدا ما هي الحروب الكبرى وطريقة خوضها".
ويتمتع زامير بشخصية قوية، إذ تعكس بنيته الجسدية الضخمة رسالة واضحة بمدى جدّيته.
ووصف أفيفي الذي يعرف زامير منذ أكثر من عشرين عاما وأمضى معه عاما في الكلية الإسرائيلية للأمن القومي، بأنه "يلتزم تحقيق المهمات" و"يهتم بالتفاصيل" و"صارم".
وأضاف أن زامير "يفهم جيدا" الجبهة في غزة حتى أنه وضع "خطة مفصلة للغاية للسيطرة على كل غزة" أثناء عمله كقائد للمنطقة الجنوبية بين عامَي 2015 و2018.
وتابع أفيفي "أعتقد أنه يدرك جيدا أنه اختير لمهمة واحدة هي تحقيق النصر لإسرائيل على كل الجبهات".
عايش زامير الانتفاضتين الأولى والثانية، وتولى مناصب قتالية وقيادية عليا.
وفي العام 2002، قاد لواء سيطر على مخيم اللاجئين المجاور لمدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، والذي يعد معقلا للنشاط المسلح الفلسطيني.
ووقتها حاصر الجيش المخيم لأكثر من شهر وسط قتال عنيف أدى إلى تدمير مئات المنازل ومقتل 52 فلسطينيا و23 جنديا إسرائيليا.
ولاحقا، عُين زامير رئيسا للمنطقة الجنوبية حيث قاد الجهود لتدمير أنفاق حماس.
وبين عامَي 2018 و2021، كان نائبا لرئيس الأركان تحت قيادة الجنرال أفيف كوخافي، وكُلف مهمة تنفيذ الخطة العسكرية المتعددة السنوات.