سياسة

اشتباك متواصل بعد ليلة دامية.. ماذا يحدث في الساحل السوري؟

نشر
blinx
تصاعدت التوترات في بلدة بيت عانا، محافظة اللاذقية، مسقط رأس العقيد سهيل الحسن، أحد أبرز القادة العسكريين السابقين في جيش الأسد، عقب حادثة أمنية وصفتها صحيفة زمان وصل بـ "الانقلاب".
بدأت الأحداث عندما حاولت قوات الأمن اعتقال شخص متهم بتجارة الأسلحة، إلا أن مجموعة من الأهالي اعترضت طريقها ومنعتها من تنفيذ العملية، ما أدى إلى اندلاع مواجهة مباشرة بين الطرفين.
وقال تلفزيون سوريا إن "فلول النظام السابق"، شنوا عدداً من الهجمات والكمائن في مناطق متفرقة من جبلة وريف اللاذقية، ليرتفع معها عدد قتلى عناصر الأمن العام ارتفع إلى 13 قتيلاً على الأقل.
تزامن ذلك مع إعلان تشكيل "المجلس العسكري لتحرير سوريا" بقيادة غياث سليمان دلة، الذي يهدف إلى "تحرير الأراضي السورية" و"إسقاط النظام الحالي وتفكيك أجهزته".

من هو غياث دلة؟

تقول مواقع سورية حقوقية أن دلة، وهو من منطقة جبلة في محافظة اللاذقية، من إحدى العوائل العلوية المعروفة بولائها المطلق لنظام الأسد، وانخرط مبكراً في السلك العسكري، حيث خدم في الفرقة الرابعة ضمن اللواء 42 دبابات، وهو نفسه اللواء الذي كان يقوده ماهر الأسد قبل تعيينه قائداً للفرقة الرابعة.
ولدى اندلاع الاحتجاجات في آذار 2011 شارك العقيد غياث دلة في كافة عمليات اللواء 42 دبابات، وبالأخص في داريا، وفي معضمية الشام التي تم اقتحامها وارتكاب أفظع المجازر فيها.
بالعودة إلى ما حصل يوم أمس، في اللاذقية، سرعان ما تصاعدت الأوضاع، حيث أطلقت قوات الأمن حملة عسكرية واسعة في المنطقة في محافظتي اللاذقية وطرطوس، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع مسلحين تقول السلطات السورية إنهم من فلول النظام، وكلن المرصد يقول إنه من الصعب تحديد انتماءاتهم.
ومع استمرار المواجهات، لجأت القوات إلى الطيران المروحي لقصف مواقع المسلحين في بيت عانا والمناطق المحيطة بها، تزامنًا مع قصف مدفعي طال قرية مجاورة، ليأخذ الصراع في الساحل السوري منعطفًا جديدًا قد يهدد الاستقرار الهش في المنطقة.

اعرف أكثر

تصاعد التوتر في الساحل السوري.. هجوم منظم؟

كشف المقدم مصطفى كنيفاتي، مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، عن تعرض نقاط أمنية وحواجز ودوريات في منطقة جبلة وريفها لهجوم منظم ومخطط مسبقًا، نفذته مجموعات من فلول ميليشيات الأسد.
وأسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الأمن، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى أن حصيلة القتلى تجاوزت 70 شخصًا، مما يجعلها واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ التغيير السياسي في البلاد.
ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الهجوم بأنه "الأعنف ضد السلطة الجديدة منذ إطاحة الأسد"، مشيرًا إلى أن حدة الاشتباكات وحجم الخسائر البشرية يعكسان خطورة الوضع في الساحل السوري.
ومع تصاعد التوترات الداخلية، لم يتأخر الرد الدولي، حيث اتهم النائب الأميركي جو ويلسون، عبر منصة "إكس" بشار الأسد بمحاولة تقويض استقرار سوريا، مشددًا على أن "استقرار البلاد يصب في مصلحة الولايات المتحدة".

استخدام الطيران المروحي

للمرة الأولى منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، تم اللجوء إلى الطيران المروحي في استهداف قرية الدالية، وسط تقارير عن إصابات بين المدنيين جراء الغارات، إلى جانب نيران المدفعية.
وأفادت مصادر لصحيفة النهار أن مروحية عسكرية شنت عدة ضربات على بيت عانا والدالية، مؤكدة أن المروحية تابعة للجيش السوري، الذي تدخل لدعم القوات الأمنية المنتشرة في المنطقة.
في المقابل، تم تداول معلومات تفيد بأن القصف نُفّذ بواسطة الطيران الروسي بالتنسيق مع وزارة الدفاع، إلا أن مصادر نفت هذه الرواية جملة وتفصيلاً.

المجلس العلوي يدعو للاعتصام

وفي ردّ فعل على هذه التطورات، أصدر المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، الذي تأسس قبل نحو شهر، بيانًا دعا فيه المواطنين إلى الاعتصام السلمي في أماكن محددة احتجاجًا على الأحداث الأخيرة.
وجاء في البيان: "بعد كل ما شهدناه في الدعتور وطرطوس وما يحدث الآن في جبلة، ومع تأكدنا من استهداف منازل المدنيين بغارات جوية ونزوح الأهالي من قراهم، نقولها بوضوح: يجب أن تتوقف هذه الحملة فورًا."
وتابع البيان: "إلى أهلنا في سوريا عامةً، والساحل السوري خاصةً، ندعوكم إلى اعتصام سلمي في الساحات نصرةً لأهلكم في قرى جبلة، ولإعلاء صوت الحقّ في وجه الظلم. تظاهروا بقوّة، ولكن بحكمة، لا ترفعوا سوى الشعارات الوطنية، ولا تمسّوا الممتلكات، فنحن نسعى لحماية أهلنا، لا لتوسيع دائرة العنف. صوتكم أقوى من الرصاص، وإرادتكم أعظم من أي سلاح."

اعتقال إبراهيم حويجة

في إطار الحملة الأمنية التي نفذتها قوات الأمن العام في جبلة، أعلنت السلطات، وفقًا لوكالة سانا، عن اعتقال اللواء السابق إبراهيم حويجة، الذي شغل منصب رئيس المخابرات الجوية في سوريا بين 1987 و2002.
ويُتهم حويجة، الذي نادرًا ما يظهر علنًا، بـ الضلوع في مئات عمليات الاغتيال خلال عهد حافظ الأسد، من بينها الإشراف على اغتيال الزعيم اللبناني كمال جنبلاط قبل 48 عامًا.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة