سياسة

الشراكة على المحك بسبب غزة.. أوروبا تضغط وإسرائيل تتحدى

نشر
AFP
 & 
صعّدت الدول الأوروبية ضغوطها على إسرائيل لوقف حملتها المكثّفة في غزة وإتاحة دخول مزيد من المساعدات إلى القطاع المدمّر حيث قتل العشرات الثلاثاء وفق الدفاع المدني.
في الأثناء، أكدت إسرائيل أنها لن ترضخ للضغوط الخارجية، بعدما أوقفت بريطانيا محادثات التجارة الحرة معها بسبب الحرب في القطاع وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.. فكيف تضغط أوروبا على إسرائيل؟

الاتحاد الأوروبي يراجع اتفاق الشراكة مع إسرائيل

قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء إن الاتحاد الأوروبي سيطلق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل على ضوء المستجدات الأخيرة في قطاع غزة.
يأتي ذلك غداة صدور بيان مشترك حذّر فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني من أنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" لحكومة نتانياهو في غزة، ملوّحين بـ"إجراءات ملموسة" إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها وإتاحة دخول المساعدات.
وحضّت السويد الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على "بعض من الوزراء الإسرائيليين" الداعمين "للاستيطان المخالف للقانون"، مندّدة بـ"مواصلة الحكومة الإسرائيلية مفاقمة الوضع".

عقوبات بريطانية

علّقت الحكومة البريطانية الثلاثاء مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين في الضفة الغربية احتجاجا على ممارساتها في قطاع غزة.
كذلك، أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي أن وزارته استدعت السفيرة الإسرائيلية تسيبي هاتوفيلي ردا على تكثيف إسرائيل غاراتها وتوسيع عملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني المحاصر، مع استمرار الحرب الدائرة منذ أكتوبر 2023.
تشمل العقوبات مستوطنين ومستوطنات كالآتي:
  • زوهار صباح بسبب ضلوعه في التهديد بارتكاب أعمال عدائية وعنيفة ضد الفلسطينيين.
  • مستوطنة نيريا في الضفة الغربية وعددًا من المقيمين فيها لتورطهم في انتهاكات حقوقية.
  • حركة "ناحالاه" المتطرفة
  • شركتي "ليبي للإنشاءات والبنية التحتية المحدودة"
  • "مزرعة كوكو"
  • الناشطة دانييلا فايس المعروفة بدعمها للاستيطان.
وكان وزراء خارجية 22 دولة، من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا واليابان وأستراليا، طالبوا الإثنين إسرائيل بـ"السماح مجددا بدخول المساعدات بشكل كامل وفوري" تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، معتبرين أن سكان القطاع "يواجهون المجاعة وعليهم الحصول على المساعدات التي هم بأمس الحاجة لها".

إسرائيل: لن نخضع للضغوط

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين في بيان "إن الضغوط الخارجية لن تُحيد إسرائيل عن مسارها في الدفاع عن وجودها وأمنها ضد الأعداء الذين يسعون إلى تدميرها"، وذلك بعد إعلان لندن تعليق مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل واستدعاء السفيرة الإسرائيلية تسيبي هاتوفيلي.

"قصف وجوع ومعاناة"

أعلنت حكومة نتانياهو الإثنين أنها تعتزم السيطرة على "كامل" أراضي غزة، بعد تكثيف جيشها غاراته الجوية وعملياته البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر بهدف زيادة الضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن المحتجزين منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
في مخيم النصيرات في وسط القطاع، حيث تجمع الأهالي قرب محطة الوقود التي تم استهدافها فجرا، قال محمود اللوح "محطة الوقود هذه كانت تؤوي عائلتين. أسفرت (الغارة) عن سقوط نحو 15 شهيداً بعضهم تم انتشاله والبعض الآخر لا يزال تحت الأنقاض".
وأضاف "استيقظنا في الليل على صوت القصف وجئنا لنرى عائلة بأكملها تم مسحها من السجل المدني".
أما يونس أبو عمشة فوصل إلى المستشفى الأهلي العربي لوداع أقاربه الذين فقدهم في إحدى الغارات.
وقال "كلهم أطفال ونساء ينامون في أمان الله ولا أحد منهم مطلوب وكلهم أطفال ونساء احترقوا ومُزقوا أشلاء".
في مدينة غزة، قالت دعاء الزعانين بعدما قُتل أقارب لها بضربة على مدرسة تؤوي نازحين أوقعت وفق الدفاع المدني ثمانية قتلى "الأمور على حالها منذ عام ونصف العام، قصف وجوع ومعاناة، لم نعد نتحمّل".
وأعلنت إسرائيل مساء الثلاثاء أنها طلبت من كبار مفاوضيها في الدوحة العودة مبقية على فريق صغير فيها.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة