غزة وإيران و"الداخل".. "مفاوضات كبرى" لتهدئة ثلاث جبهات
يستقبل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، الإثنين، في لقاء حاسم لمستقبل قطاع غزة ستتم خلاله مناقشة الملف الإيراني أيضا.
ويأتي ثالث لقاء بين ترامب ونتنياهو في واشنطن في غضون 6 أشهر، بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب بين إيران وإسرائيل في 24 يونيو، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة عبر ضرب مواقع نووية إيرانية، حسب فرانس برس.
ويدعو ترامب، الذي قال هذا الأسبوع أنّه سيكون "حازما جدا" مع نتنياهو، إلى وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما في غزة.
وقال الخميس إنّه يريد "الأمان" لسكان غزة، مضيفا "لقد مرّوا بجحيم".
"صفقة كبيرة".. واجتماع استراتيجي
بعد زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، إلى واشنطن، تمّ تقديم مقترح هدنة إلى حركة حماس عن طريق الوسطاء القطريين والمصريين.
وحث ترامب حماس على قبول مقترح الهدنة "النهائي"، بعد 21 شهرا من الحرب المدمّرة.
وأعلنت حماس أنها "جاهزة بكل جدية للدخول فورا" في مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار.
وقال مصدر فلسطيني مطلع لوكالة فرانس برس إن المقترح الجديد "يتضمن هدنة لـ60 يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من المعتقلين الفلسطينيين".
من جانبه، قال المحلل الجيوسياسي، مايكل هورويتز، لفرانس برس، "أعتقد أنّنا سنرى اجتماعا استراتيجيا، يُنتج صفقة كبيرة على غرار ما يحب ترامب".
وأضاف "حتى نتنياهو يُدرك أنّنا نقترب من إتمام ما يمكن تحقيقه في غزة، وأنّ الوقت قد حان للتخطيط للخروج. ومن المؤكد أنّ نتنياهو يريد أن يتمّ ذلك تدريجيا".
وأشار هورويتز إلى أنّ نتنياهو يخضع لضغوط من ائتلافه الحكومي وسيسعى إلى كسب الوقت.
وحسب ما ورد في تقرير لـ"يديعوت أحرونوت" فقد تجمّدت الأنفاس في ساحة المختطفين وساحة بيغن بتل أبيب، حيث احتشدت آلاف العائلات، مساء السبت، مطالبين بتوقيع اتفاق فوري يعيد جميع المختطفين الخمسين إلى ديارهم، في ضوء الرد الإيجابي الذي قدّمته حركة حماس على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار.
وشدّدت عائلات المختطفين على ضرورة عدم الرضوخ لما وصفته بإملاءات القوائم، محذّرة: "جميع المختطفين في خطر، بعضهم مهدد بالموت، والبعض الآخر بالاختفاء الأبدي"، وفق يديعوت أحرونوت.
ودعت قيادة عائلات المختطفين إلى إبرام اتفاق شامل يعيد جميع المختطفين، أحياءً وأمواتًا، دفعة واحدة، معتبرة أن "الانصياع لقوائم مشروطة وكأن الإعادة الكاملة مستحيلة هو أمر مرفوض"، مضيفة: "لو اختارت الحكومة التحرك مبكرًا، لأمكن إعادة جميعهم منذ أشهر، بعيدًا عن الحسابات السياسية".
مسؤول إسرائيلي كبير: "يجب ألا نفوّت الفرصة"
من جهتها أوردت القناة ١٢ الإسرائيلية أنه عشية زيارة نتنياهو إلى واشنطن للقاء ترامب، اتُخذ القرار في إسرائيل بإيفاد وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة، في ظل ما وصفه مسؤول إسرائيلي رفيع بـ"فرصة لا يجب تفويتها"، رغم التحديات التي ترافق رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار.
وقال المسؤول الإسرائيلي للقناة 12: "الآن تبدأ مرحلة التفاوض. الأمر ممكن، ولا يجوز أن نضيع الفرصة"، مضيفًا أن هناك فجوات كبيرة تتطلب تنسيقًا دقيقًا مع الرأي العام، الذي يترقب اتفاقًا فوريًا، مشددًا على أن الأمر سيستغرق "أيامًا وليس ساعات".
وحسب القناة ١٢ الإسرائيلية فإن أبرز تعديلات حماس على خطة وقف إطلاق النار هي:
- آلية توزيع المساعدات الإنسانية
تطالب حماس بإلغاء النموذج الجديد الذي تديره شركة أميركية، والعودة إلى إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر على إدخال المساعدات، بكميات كافية لتشغيل المخابز والمستشفيات والبنى التحتية الحيوية.
تدعو حماس إلى إعادة تموضع القوات الإسرائيلية كما كانت قبل استئناف القتال، بهدف تقليص وجودها في المناطق المأهولة، بينما تعارض إسرائيل ذلك حاليًا، لكنها قد تبحث في تعديلات محدودة وفقًا لمسار التفاوض.
- ضمانات وقف إطلاق نار طويل الأمد
تصرّ الحركة على التزام واضح من الوسطاء، لا سيما من الولايات المتحدة، بعدم استئناف القتال بعد انتهاء وقف إطلاق النار الأولي (60 يومًا)، مع ضمان استمرار المفاوضات حتى الوصول إلى اتفاق نهائي، حتى لو تطلب الأمر تمديدها.