سياسة

كيف نجا قادة حماس في الدوحة من الضربة الإسرائيلية؟

نشر
blinx
في اللحظات الأولى بعد الغارة الإسرائيلية على الدوحة، سارعت الحكومة الإسرائيلية إلى الإعلان عن "قطع رأس" قيادة حماس في المنفى.
لكن مع مرور وقت قصير، بدأت تفاصيل جديدة تنكشف وتقلب الرواية، إذ تبيّن أنّ القادة المستهدفين غادروا قاعة الاجتماع قبل دقائق لأداء صلاة العصر، تاركين هواتفهم وراءهم، ما أوحى لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بأنهم ما زالوا في الداخل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة إسرائيل هيوم.
وفي مقابل هذه الرواية، أوردت صحيفة الشرق الأوسط، نقلا عن مصادر من حماس، أنّ قيادة حماس تمتلك عدداً من المجمعات السكنية والمكاتب والمقرات في العاصمة القطرية، وأن الاجتماعات لا تُعقد عادةً في مكان واحد بل تُنقل باستمرار من موقع إلى آخر، وهو ما يفتح الباب أمام تفسيرات متعددة لكيفية نجاتهم من الهجوم.

مصير قيادة حماس بعد الضربة الإسرائيلية

رغم إعلان إسرائيل أنّ الضربة استهدفت اجتماعاً حساساً لقيادة حماس، بقيت صورة مصير القادة غامضة، حيث لم تظهر صور أو مقاطع تثبت بقاءهم على قيد الحياة.
أشارت صحيفة إسرائيل هيوم إلى أنّ تساؤلات عدة تصاعدت في العالم العربي حول سبب عدم ظهور القادة علناً لإثبات سلامتهم.
في تلك الأثناء، نفت حماس التقارير التي تحدثت عن مقتل وفدها التفاوضي، لكنها لم تقدم أي إثبات بصري على حياة قيادات بارزة مثل خليل الحية وموسى أبو مرزوق وزاهر جبارين حتى تاريخ نشر هذا التقرير.
في المقابل، اعترفت الحركة بأن نجل خليل الحية قُتل في الهجوم إلى جانب مدير مكتبه وثلاثة من حراسه ومسؤول أمني قطري.
من جانبها، أوضحت صحيفة يديعوت أحرنوت أنّ التفجيرات دمّرت فيلا كان يُعتقد أنها مقر الاجتماع، لكن لم يرد دليل مباشر على إصابة قادة الصف الأول.

التحذيرات التركية والمصرية

قبل أسابيع من الضربة، كانت هناك تحذيرات من أجهزة استخبارات تركية ومصرية. فقد أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أنّ هذه الأجهزة حذرت قيادة حماس بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية خلال اجتماعاتها.
وفي تفاصيل العملية نفسها، تحدثت التقارير عن مشاركة عشر طائرات إسرائيلية أطلقت ذخائر بعيدة المدى على المنزل المستهدف في الدوحة من خارج الأجواء القطرية.

الموقف الأميركي والجدل حول التنسيق

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية كانت "مستقلة بالكامل"، في محاولة للتأكيد على أن القرار إسرائيلي بحت. إلا أن البيت الأبيض قال إن الولايات المتحدة أُبلغت مسبقاً لكنها لم تكن طرفاً في القرار، بل حرصت على النأي بنفسها عنه.
أكد الرئيس دونالد ترامب أنّ نتنياهو هو من اتخذ القرار، نافياً أن تكون واشنطن أعطت ضوءاً أخضر. أما وزارة الخارجية القطرية فأكدت أن الاتصال الأميركي وصل بعد وقوع الانفجارات بالفعل.
وفي تصريح آخر، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن قصف دولة ذات سيادة مثل قطر، وهي حليف وثيق لواشنطن، لا يخدم الأهداف الأميركية ولا الإسرائيلية.

التداعيات الإقليمية والدولية

أثار الهجوم غضب قطر التي وصف أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني العملية بأنها "هجوم إرهابي إسرائيلي يستهدف زعزعة استقرار المنطقة". ورغم ذلك.
في هذا الشأن، أوضح الباحث هيو لوفيت من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في تصريحات لموقع دويتشه فيله أنّ الدوحة لن ترد عسكرياً لكنها قد تستخدم أدوات اقتصادية عبر صناديقها السيادية للضغط. وأكد أن الشراكات الخليجية مع الولايات المتحدة لا تسمح بقطيعة فورية رغم التوتر.
في المقابل، يرى محللون أن الضربة أثرت مباشرة على المفاوضات الجارية حول وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى، حيث اضطرت الأطراف لتعليق جولة حوار جديدة كانت تعقد في الدوحة. ومع ذلك، أكد رئيس الوزراء القطري أن بلاده ستواصل دورها في الوساطة ولن تتراجع عن التزاماتها.
وتفيد مصادر من حماس، أنه "سيتم خلال الأيام المقبلة التواصل مع الوسطاء مجدداً بعد استقرار الوضع الأمني، بما يسمح باستئناف جهود المفاوضات"، مشيرة إلى أنه "ستجري مشاورات داخلية بطرق آمنة لتحديد طريقة إدارة المفاوضات بما يضمن نجاح تحقيق مطلب إنهاء الحرب بشكل أساسي، بعيداً عمّا حصل في العملية".

نتنياهو وإطالة أمد الحرب

إلى جانب التداعيات الإقليمية، فجّرت الضربة موجة غضب بين عائلات المحتجزين التي تتهم نتنياهو بشكل متكرر بإفشال أي صفقة مع حماس كلما اقتربت من التوصل إلى مرحلة حاسمة.
ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريراً يفيد بأن نتنياهو كان قد أفشل في يوليو الماضي مسودة اتفاق لتبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار عبر إدخال شروط جديدة في اللحظة الأخيرة، مثل الإصرار على بقاء قوات إسرائيلية في ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر.
كانت هذه الشروط الجديدة، بالنسبة لعائلات المحتجزين، بمثابة رغبة لدى نتنياهو في إطالة أمد الحرب لخدمة حسابات سياسية داخلية.
وأكدت مصادر إسرائيلية أنّ تلك العرقلة أدت بشكل مباشر إلى وفاة بعض المحتجزين الذين كان من المفترض إطلاق سراحهم بموجب الاتفاق السابق.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة