رسالة من حماس لترامب وسط زحف الدبابات الإسرائيلية نحو قلب غزة
في وقت تتوغل الدبابات الإسرائيلية داخل مدينة غزة وتتصاعد الضغوط الدولية لفرض وقف لإطلاق النار، تدور خلف الكواليس محاولات تفاوضية معقّدة، بينما يبرز مشهد الاعترافات الغربية بدولة فلسطين كعامل سياسي جديد ينعكس على الأرض.
وفي موازاة ذلك، تتحرك أطراف إقليمية ودولية لتقديم مبادرات قد تغيّر شكل الصراع، بينها مقترحات لنشر قوات حفظ سلام دولية في القطاع.
مفاوضات معقدة حول الأسرى ووقف النار
كشفت قناة
فوكس نيوز أن حركة حماس أعدّت رسالة موجّهة إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تطلب فيها ضمان وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً مقابل الإفراج عن نصف الرهائن المحتجزين في غزة.
ومن المتوقع أن يتسلّم ترامب الرسالة هذا الأسبوع، إلّا أن الإدارة الأميركية سارعت إلى التقليل من شأنها.
وقال وزير الخارجية ماركو روبيو في مقابلة مع برنامج
فوكس أند فراندس: "لم نستلم هذه الرسالة، وحتى لو وصلتنا، فلن تغيّر شيئاً. الرئيس أوضح أنه لا يريد 60 يوماً ولا عشرة أشخاص، بل يريد كل الرهائن، الأحياء منهم والذين قُتلوا".
وأضاف: "لا ينبغي أن نتحدث عن رهائن أصلاً، يجب أن يُفرج عنهم جميعاً فوراً، نقطة على السطر".
واتهم ترامب حماس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعرقلة التوصل إلى وقف لإطلاق النار. لكن الحركة ردت في بيان رسمي قائلة إنها ليست عقبة أمام التهدئة، وإن العائق الحقيقي هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تصاعد الضغوط الدولية واعترافات بدولة فلسطين
بالتوازي مع المعارك، أعلنت فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا ودول أوروبية أخرى اعترافها بدولة فلسطين على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، في خطوة وُصفت بأنها تاريخية.
في رام الله، خرج مئات الفلسطينيين إلى الشوارع حاملين الأعلام الفلسطينية والأوروبية، مردّدين شعارات ضد الإبادة في غزة. وقال جبريل الرجوب: "هذا اعتراف هو خطوة أولى نأمل أن تستمر".
غير أن المزاج الشعبي ظل متبايناً. بعض الشبان رأوا أن الاعتراف يعزز عزيمتهم، فيما عبّر آخرون عن لا مبالاة، معتبرين أن المعاناة اليومية من الاستيطان والحواجز والقيود الاقتصادية أهم من الخطابات الأممية.
وأوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من على منبر الأمم المتحدة أن خطة بلاده لإنهاء الحرب ترتكز على إطلاق سراح الرهائن وتقليص الخسائر البشرية، مشدداً على أنه "لا يمكن تحقيق الأمن في إسرائيل طالما استمرت الحرب مع جيرانها".
الحرب على الأرض ومبادرات لحفظ السلام
توغلت القوات الإسرائيلية في عمق مدينة غزة، ما تسبب في موجات نزوح جديدة وسط تحذيرات من كارثة إنسانية.
أكّد شهود ومسعفون مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً جراء قصف استهدف مأوى يضم عائلات نازحة قرب سوق في وسط المدينة. كما لحقت أضرار بمحطة أكسجين تابعة لمستشفى القدس، فيما شوهدت دبابات إسرائيلية تقترب من مجمع الشفاء الطبي.
في المقابل، تجري تحركات دولية لوقف الحرب. فقد أعلن الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو استعداد بلاده لإرسال 20 ألف جندي ضمن قوة دولية لحفظ السلام في غزة فور التوصل إلى وقف إطلاق النار.
تلت المبادرة "إعلان نيويورك" في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونص على نشر بعثة مؤقتة للاستقرار في القطاع وتقديم ضمانات أمنية للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.