سياسة

"حماس أغرقتنا بالطوفان".. شكوك "غزاوية" في خطة ترامب

نشر
Reuters
شكّك فلسطينيون في غزة بجدّية الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في القطاع الساحلي الذي يعاني سكّانه منذ عامين من ويلات القصف والدمار.
وفي الجهة المقابلة، أبدى إسرائيليون تفاؤلا حذرا إزاء خطة ترامب لإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة وإنهاء الحرب المتواصلة.
وتضمنت خطة السلام التي كشف عنها البيت الأبيض أمس الإثنين، لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أدوارا مفاجئة لشخصيتين سياسيتين معروفتين وهما رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفيما يلي تفاصيل هيكل الحكم المؤقت المقترح للقطاع الساحلي:

ماذا تقول الخطة بشأن الحكم المؤقت؟

يقول المقترح: "ستحكم غزة لجنة فلسطينية مؤقتة من التكنوقراط غير السياسيين"، على الرغم من أنه لا يذكر بالإسم أي فلسطيني أو مجموعة فلسطينية قد تشارك في المرحلة الانتقالية.
وستشرف على اللجنة هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى "مجلس السلام" وسيرأسها ترامب وستضم رؤساء دول وأعضاء آخرين، بمن فيهم بلير.
وستتولى اللجنة مسؤولية الإدارة اليومية للخدمات العامة والشؤون البلدية في غزة، وستتألف من "فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين" لم يتم تحديدهم. ولن يكون لحماس أي دور في حكم غزة.

ماذا ستفعل الهيئة الحاكمة؟

قال الاقتراح إن الهيئة ستتولى تمويل إعادة تطوير غزة حتى يحين الوقت الذي "تستكمل فيه السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي"، دون أن يذكر جدولا زمنيا محددا. وجاء في الخطة أن بعض المقترحات والأفكار الاستثمارية قد تمت صياغتها من قبل مجموعات دولية، لم يتم تحديدها.
وقالت السلطة الفلسطينية وبيان مشترك لعدة دول إسلامية إنها ترحب بجهود ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

في غزة.. "الخطة غير واقعية"

وقال لوكالة فرانس برس إبراهيم جودة (39 عاما) من خيمته في منطقة المواصي جنوب مدينة خانيونس في جنوب القطاع "من الواضح أنّ هذه الخطة غير واقعية، لقد صيغت بشروط تعرف الولايات المتّحدة وإسرائيل أنّ حماس لن تقبلها أبدا".
وأضاف مبرمج الحاسوب النازح من رفح، أنّ الخطة لا تقدّم أيّ أفق حقيقي لإنهاء الحرب.
وتابع "هذا يعني بالنسبة لنا استمرار الحرب والمعاناة، نحن نريد نهاية الحرب".

المقترح لـ"تحرير الأسرى فقط"؟

أما أبو مازن نصار (52 عاما)، وهو نازح من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع ويعيش في مدينة دير البلح في وسط القطاع، فاعتبر أنّ المقترح الأميركي يهدف فقط لتحقيق إعادة الرهائن الإسرائيلين.
وقال "هذا كلّه تلاعب فينا... ماذا يعني تسليم جميع الأسرى دون ضمانات رسمية لوقف الحرب؟ نحن كشعب لن نوافق على هذه المهزلة، ترامب ونتانياهو يكذبان علينا".
وأضاف "مهما كان قرار حماس الآن بشأن الصفقة فهو بعد فوات الأوان".

"حماس أغرقتنا بالطوفان"

وتابع "حماس ضيّعتنا وأغرقتنا بالطوفان الذي صنعته"، في إشارة إلى الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 تحت اسم "طوفان الأقصى".
بالمقابل، أبدى أنس سرور (31 عاما) أمله بانتهاء الحرب. وقال "رغم كلّ ما مررنا به وفقدناه في هذه الحرب.. ما زال لديّ أمل".

"لا حرب تدوم إلى الأبد"

وأضاف الرجل الذي يعمل بائعا متجوّلا في منطقة المواصي التي نزح إليها من مدينة خانيونس "لا حرب تدوم إلى الأبد. (..) بإذن الله ستكون لحظة فرح تجعلنا ننسى ألمنا ومعاناتنا".
لكنّ أمله هذا لا تشاركه إياه نجوى مسلم (29 عاما) التي نزحت من مدينة غزة الى منطقة الزوايدة في وسط القطاع. وقالت الشابة "لم أيأس فقط من الصفقة، بل يئست من الحياة، جميعنا أسرى تحت الاحتلال، تحت النار، وتحت العجز".
وأضافت بحسرة "لو كانت هناك نيّة حقيقية لوقف الحرب، لما انتظروا كلّ هذا الوقت... لذلك أنا لا أصدق أيّ كلام".
وأوضحت ابنة المدينة التي تتعرض لقصف إسرائيلي عنيف "حتى لو أقرّت هدنة أو توقّفت الحرب هذه المرة، فلن تكون العودة لغزة مثل السابق لأنّ غزة أصبحت ركاما. قلبي يحترق على رؤيتها مدمرة. لقد قطّعوا كلّ سبل الحياة فيها".

ماذا عن إسرائيل؟

في مدينة تل أبيب الساحلية، رفع متظاهرون العلمين الأميركي والإسرائيلي ولافتات تحمل صورا لوجوه الرهائن المحتجزين في القطاع.
وتقول حانا كوهين، عمّة الرهينة عنبار هايمن المحتجزة جثّتها في قطاع غزة "أنا أكثر تفاؤلا، رغم أنّني لا أزال خائفة قليلا من أن أكون قد بالغت". وتضيف "أخاف من أن أشعر بخيبة أمل مرة أخرى، خائفة حقّا لأنّنا عانينا كثيرا من اتفاقيات انتهت بانفجارها في وجوهنا" وفشلها.
وشهدت أشهر الحرب جولات عدّة من المفاوضات غير المباشرة التي فشلت في تحقيق اتّفاق دائم لوقف إطلاق النار.
بدوره، بدا غال غورين الذي فقد والديه إبّان هجوم السابع من أكتوبر حذرا في التعبير عن أيّ أمل.
ويقول لفرانس برس "نحاول أن نكون متفائلين اليوم... كنّا سعداء جدا لسماع ما قاله ترامب. كنّا سعداء لأنّه التفت إلينا وسمع نداءاتنا لإنهاء هذه الحرب وإعادة جميع الرهائن".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة