كيف خدعت الـCIA الأميركيين حول اغتيال جون كينيدي؟
كشفت
أكسيوس في تحقيق جديد واحدة من أخطر الشهادات المتعلقة باغتيال الرئيس الأميركي، جون كينيدي، إذ يؤكد شاهد من داخل وكالة الاستخبارات المركزية أنّ مسؤولين في الـCIA تعمدوا تضليل الكونغرس والرأي العام الأميركي بشأن تحركات لي هارفي أوزوالد في المكسيك قبل الاغتيال.
هذه الشهادة، التي يعلن صاحبها هويته لأول مرة، تعيد فتح ملف ظل غارقا في الغموض منذ ٦ عقود، وتكشف، بحسب وصف الشاهد،"دليل تشغيل لعملية تغطية وإخفاء" وضعته الوكالة لتجنب المحاسبة.
وثيقة سرّية تكشف آلية التضليل
ينقل تقرير
أكسيوس عن المؤرخ السابق في الـCIA ووزارة الخارجية، توماس إل. بيرسي، قوله إنه صادف عام 2009 في غرفة آمنة داخل الوكالة وثيقة سرية مؤلفة من نحو 50 صفحة، وهي تقرير لمفتش عام الـCIA.
يؤكد بيرسي أنّ الوثيقة تضمنت مذكرة كتبها مسؤول في الوكالة عام 1978 افتخر من خلالها عن كيفية خداع كبير محققي لجنة مجلس النواب المختصة بالاغتيالات، روبرت بلايكي، عبر تقديم نسخ "منقحة ومطهرة" من ملفات مكتب الـCIA في مكسيكو سيتي، حيث زار أوزوالد قبل تنفيذ عملية الاغتيال.
ويقول بيرسي لأكسيوس: "كانت الخطة واضحة: كيف نكذب على الكونغرس وعلى الشعب الأميركي".
ويضيف أنّ الملفات المعروضة على بلايكي حذفت منها وثائق أساسية، ما جعله، بعد تصفح سريع، لا يطرح أي أسئلة.
صور وأفلام.. ومعلومات أنكرتها الـCIA
كشف بيرسي، وفقا لأكسيوس، أنه رأى داخل غرفة مخصصة لوثائق اغتيال كينيدي علبة فيلم رمادية مكتوب عليها إمّا "أوزوالد في المكسيك" أو "أوزوالد في مدينة مكسيكو"، بالإضافة إلى إشارة في التقرير إلى وجود ٤ كاميرات "هاسيلبلاد" و2300 صورة التقطت في مكسيكو سيتي.
لكن المفارقة أنّ الـCIA تنفي امتلاك أي صور أو تسجيلات لأوزوالد خلال زيارته سفارتي كوبا والاتحاد السوفيتي.
هذه التناقضات، إلى جانب ما وصفه مؤرخون، ومنهم جيفرسون مورلي، بمحاولات التبييض التي قامت بها لجان التحقيق السابقة، تؤكد أنّ أجزاء واسعة من الحقيقة لا تزال غائبة رغم صدور قانون سجلات JFK عام 1992، الذي ألزم الوكالات بالكشف الكامل بحلول 2017، وهو ما لم يتحقق.
اعترافات جديدة وضغوط سياسية للكشف الكامل
تشير أكسيوس إلى أنّ عهدا جديدا من الإفصاح بدأ بعد وصول الرئيس ترامب إلى السلطة، إذ أصدر أوامر تنفيذية دفعت نحو العثور على مزيد من الوثائق لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي والـCIA.
وفي يوليو الماضي، أقرّت الوكالة بشكل غير مباشر بأنّ أحد عملائها الغامضين، جورج يوهانيدس، كان يراقب أوزوالد قبل الاغتيال، وأنّه ضلل لجنة مجلس النواب، وهو ما أكّده لاحقا الكشف عن وثيقة تحمل عنوان "أجزاء منقحة من تاريخ محطة مكسيكو سيتي"، بما يدعم رواية بيرسي.
يقول بيرسي لأكسيوس إنّه شعر "بالانزعاج العميق" من رؤية مسؤولين في الوكالة "يتفاخرون بالتستر على حقائق وتضليل الشعب الأميركي". وقد حافظ على سريته لسنوات قبل أن يسمح للكاتب مورلي بنشر شهادته عام 2024.
ومع اقتراب الذكرى الـ62 للاغتيال، يجدد ترامب تعهده بالكشف الكامل عن السجلات، بينما يؤكّد متحدث باسم الـCIA لأكسيوس أنّ الوكالة "ملتزمة بالشفافية" وتعمل مع الكونغرس على تسريع عملية رفع السرية.