سياسة

من مطاردة إلى إنقاذ بحري.. قصة فرار المعارضة الفنزويلية ماتشادو

نشر
blinx
قدّمت صحيفة وول ستريت جورنال رواية تفصيلية لواحدة من أخطر عمليات الهروب السياسي في أميركا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة، بعدما قطعت المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو أكثر المراحل خطورة في البحر الكاريبي قبل إنقاذها في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء، ضمن مسار سرّي هدفه تمكينها من مغادرة البلاد للوصول إلى أوسلو حيث كانت مدعوة للمشاركة في حفل جائزة نوبل للسلام.
وتكشف الصحيفة أن خطة تهريب ماتشادو بدأت قبل أيام عبر تنسيق متعدد المراحل شمل انتقالها برا إلى قرية صيد معزولة، ثم الانطلاق في رحلة بحرية شاقة تحت ظروف مناخية صعبة، قبل أن تتعرض العملية لسلسلة أعطال وتأخيرات غير متوقعة كادت أن تُفشلها.
وتوضح الصحيفة أن فريق الإنقاذ، المدعوم بتواصل مباشر مع مسؤولين أميركيين، كان يخشى في كلّ لحظة أن تفشل المهمة أو يُكشف أمر المجموعة قبل وصولها إلى نقطة الالتقاط المحددة في البحر.

مهمة بحرية في ظروف شديدة الخطورة

توضح الصحيفة أن ماتشادو قضت نحو ٣ ساعات في قارب صيد صغير في خليج فنزويلا بعد أن سقط جهاز الـGPS في البحر وتعطل الجهاز الاحتياطي، ما أدى إلى ضياعها عن نقطة اللقاء المتفق عليها.
وبين أمواج بلغ ارتفاعها ١٠ أقدام، رفعت المجموعة هواتفها المحمولة لإرسال إشارات ضوء إلى فريق الاستخراج الذي كان يحاول تحديد موقعها في الظلام الدامس.
وعند الاقتراب، ركز الفريق أضواءه للتأكد من هوية ركّاب القارب، قبل أن تُنقل ماتشادو إلى زورق أكبر، حيث ظهرت في مقطع "إثبات حياة" أرسل إلى المسؤولين الأميركيين وهي تقول: "أنا ماريا كورينا ماتشادو.. أنا على قيد الحياة، وبخير، وممتنة جدا".

عملية منسقة تحت أعين العسكريين الأميركيين

بحسب وول ستريت جورنال، قاد عملية الإنقاذ الجندي الأميركي السابق براين ستيرن، الذي قال إنّه كان على تواصل دائم مع مسؤولين كبار في الجيش الأميركي أثناء المهمة، يرسل لهم الإحداثيات والتطورات.
ورغم أنّ العملية ممولة من متبرعين ولا تعتمد على أموال حكومية، إلا أن مسؤولين في البيت الأبيض والجيش والدبلوماسية الأميركية تابعوا العملية لحظة بلحظة عبر الرسائل الصوتية والنصية.
وتشير الصحيفة إلى أنّ عملية تهريب ماتشادو استغرقت نحو ٣ أيام، بدأت بانتقالها براً من ضواحي كاراكاس إلى قرية صيد، ثم الإبحار لمسافة 12 ساعة إلى جزيرة كوراساو، حيث استقلت طائرة خاصة أقلّتها مباشرة إلى النرويج.

أعطال وأخطاء كادت تنسف العملية

تصف الصحيفة سلسلة من التعقيدات التي كادت تطيح بالمهمة. فقد تعطّل محرك الزورق الأوّل في اللحظة الأخيرة، ما تسبب بتأخير 12 ساعة. كما تسببت العاصفة البحرية في إبطاء الرحلة، وأدّى فقدان الاتصال إلى اعتقاد فريق الإنقاذ أن ماتشادو فقدت أو غيّرت مسارها.
وفي وقت كانت القوات الأميركية تكثف تدميرها لقوارب تهريب المخدرات في المنطقة، كان الفريق يخشى أن ينظر إلى قاربين يقتربان ليلا باعتبارهما هدفا محتملا للقصف، ما دفع ستيرن للتواصل مع مسؤولين عسكريين قائلا: "أولا: راقبونا، ثانيا: لا تقتلونا، وثالثا: إن كنتم ستقومون بعمل ما، أخبرونا لنبتعد عن الطريق".
وفي النهاية، تمكنت الفرق من تحديد موقعها على بعد 25 ميلا من نقطة اللقاء، قبل أن تنقل بسلام وتتابع رحلتها نحو أوسلو، حيث وصفت العملية أمام أنصارها بأنها "معجزة".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة