كيف تحمي نفسك من "إرهاق تطبيقات المواعدة"؟

"الاحتراق النفسي" هو حالة من الإرهاق العاطفي والعقلي والجسدي، نتيجة للتوتر المستمرّ أو المتكرّر ونتيجة عدم وجود حدود، حتى دخل هذا المصطلح في عالم تطبيقات المواعدة Burn out dating apps، الذي يحدث عندما يستثمر الشخص طاقته في شيء ما، ولا يحصل على أي مردود، كما تقول في لقاء مع بلينكس مستشارة العلاقات ايناس مصاروة.

يحصل المستخدم على طاقة مع كل "علاقة ممكنة" يجدها عبر التطبيق، من دون نتيجة ملموسة، وتاليا مرة بعد مرة يؤدي ذلك للشعور بالاحتراق والفراغ.

ومن العلامات التي تشير إلى معاناة الشخص من هذا الإرهاق:

• الشعور وكأن فترة التعارف أو التحدث مع أحد هي مهمة "مجبور" على القيام بها، وليس برغبة منه.
• الشعور بأنه غير قادر على التعرّف على شخص جديد، وأنه لا يملك الطاقة للمحادثة أو حتى الفضول للقاء.
• الشعور بعدم الأمل بإيجاد الشخص المناسب، حتى من خلال تطبيقات المواعدة.
• الشعور باليأس والإحباط، والتساؤل "في كثير ناس يبدو أنهم ملائمين لي، ولكن لماذا لا أنجح بالعثور على أحد؟".

وتنصح ايناس في حال الشعور بهذا النوع من الإرهاق، فمن الأفضل أخذ فترة "استراحة" و"أحرّر نفسي من الدخول بعلاقة لفترة ما".

تتحدّث مصاروة عن فئات من الأشخاص، يتّجهون إلى التطبيقات أو مجموعات التعارف على السوشال ميديا بشكل عام، لأهداف مختلفة، وهؤلاء:

• يبحثون عن علاقة ويستغلّون المنصات الخاصة بالتعارف سواء تطبيقات المواعدة أو المجموعات على السوشال ميديا، لأنها تخدم هذا الهدف.
• ينشغلون كثيرا ويرغبون بتوفير الوقت وعدم الرغبة بالتوجه إلى أماكن للالتقاء فيها بأحد.
• الذين يبحثون عن علاقات عابرة.
• يشعرون بالوحدة والبحث عن علاقة تبقى "عبر الشاشة".
• يشعرون بالخوف من اللقاء المباشر، فالتواصل عبر السوشال ميديا أو التطبيقات يسهّل عليهم الخطوة الأولى.

• البعض ينظر إلى العلاقات، بتوجّه "استهلاكي": هل صفاته تلائمني؟ هل عمله يلائمني؟ بينما العلاقات بحاجة لتوجه مختلف، والتفكير يجب أن يميل أكثر إلى التساؤل: "هل يمكن بناء شراكة بيننا؟".
• التركيز أنّ الشخص الآخر هو انسان مركّب، ويجب أن يكون لديّ الفضول للتعرّف إليه أبعد من الشكل.
• وضع حدود ذاتية، ومراقبة نفسي شعوريا: كيف أشعر قبل وبعد الدخول إلى التطبيق
• اللجوء لتطبيقات المواعدة من منظور أكثر عقلاني وبوعي وإدراك لماذا أنا أعتمد عليه: هل من أجل التخفيف من شعور الوحدة؟ هل بالفعل أبحث عن علاقة حقيقية؟

تشير ايناس مصاروة إلى أنّه في اللقاء المباشر، يكون الوضع أكثر حساسية، ويظهر الشخص أكثر مخاوفه وتوتره. بينما توفّر المواعدة الرقمية، نوعا من الحاجز الفاصل الذي يقلّل الخوف والرهبة.

وتعتبر أنّ المشكلة ليست في السوشال ميديا أو التطبيقات أو حتى المواعدة المباشرة، بقدر ما هي أنّ العلاقات أصبحت تتطلّب "عملا داخليا كثيرا" وأن أسأل نفسي "أحاول منذ سنة وسنتين أو أكثر الدخول في علاقة ولا ينجح الأمر أو لا أشعر بالسعادة.. إذا يمكن الطريقة التي أتبناها غير صحيحة وأنا بحاجة لوعي أكبر بما أريده".

هذا بالإضافة إلى أنّ الشخص قد لا يعرف أحيانا عما يبحث عنه. فالبعض يتحدّث عن مواصفات خارجية أو منصب معيّن لدى الشريك، والبعض الآخر يهمّه أكثر الصفات الشخصية كالحنان والكرم.

تنوّه ايناس أنّ من سلبيات المواعدة الرقمية أنها تعطي الوهم بوجود الكثير من الاحتمالات والخيارات، ويخضع الشخص لما يُعرف في "علم اتخاذ القرارات" لمبدأ: maximizer وsatisfier. فالأول يبقى يحاول باعتبار أنه قد يجد الأفضل و"هناك شخص أفضل بعيد بكبسة زر"، أما الثاني فيمكن أن يقتنع منذ الخيار الأول أو الثاني.