ما قصة "دولة السيخ" التي تسببت في أزمة بين الهند وكندا؟

تبدأ رحلة هارديب قبل ربع قرن من الزمان حينما قرر الهجرة من قريته الواقعة في الجزء الهندي من إقليم البنجاب إلى كندا ليعمل سباكا لكن قصته في الهند لها رواية أخرى.

فوفقا لقناة نيودلهي فإن نيجار هو "العقل المدبر" لقوة نمور خاليستان (KTF) وجزء من جماعة السيخ من أجل العدالة الانفصالية المحظورة (SFJ) وقد صنف إرهابيا لدى الهند في عام ٢٠٢٠.

وتتهم نيودلهي نيجار بالضلوع في تدبير انفجار وقع عام ٢٠٠٧ وأدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة نحو ٤٠ آخرين في لوديانا في البنجاب، وكذلك المشاركة في اغتيال رئيس راشتريا سيخ سانجات "الرابطة الوطنية للسيخ" رولدا سينغ عام ٢٠٠٩، وهو ما نفاه مرارا بحسب فرانس برس.

وفي يوليو الماضي، أعلنت وكالة التحقيقات الوطنية الهندية (NIA) عن مكافأة نقدية قدرها مليون روبية هندية (حوالي ١٢ ألف دولار) لمن يأتي بنيجار.

حينما أتى المعلم العاشر والأخير لمؤسسي العقيدة السيخية "غوبيند سينغ" نهاية القرن السابع عشر وضع ما عرف بـ"الخالسا" والتي تعني باللغة البنجابية "النقاء" والتي تتضمن إعادة تعريف لمفهوم السلطة داخل مجتمع السيخ؛ وأدخلت مدونة قواعد السلوك جديدة؛ وزودت المجتمع برؤية دينية وسياسية جديدة.

هذه الرؤية الدينية السياسية تتضمن الاعتقاد بأن الإله قد منح السيخ حق حكم إقليم البنجاب، ليبدأ التنفيذ مطلع القرن الثامن عشر حين استولت قوات السيخ على سيرهيند، أقوى مركز إداري مغولي بين دلهي ولاهور، وأنشأت عاصمة عرفت بـ"مدينة المطهّرين" حسب موسوعة بريتانيكا.

ورغم أن هذه الدولة "خالسا" لم تدم طويلا لكن تم إحياؤها مرة أخرى في أوائل القرن التاسع عشر في شكل مملكة المهراجا رانجيت سينغ بين عامي "١٨٠١-١٨٣٩" حتى وقع الإقليم تحت الاحتلال البريطاني بعد ذلك بعشر سنوات.

ظلت فكرة دولة خاليستان قائمة لدى السيخ لا سيما في مفاوضات تقسيم البنجاب بين الهند وباكستان عام ١٩٤٧ لكن ذلك لم يكن واردا للضعف العددي والنسبي للسيخ مقارنة ببقية السكان لكن الفكرة عادت للسطح في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين عبر حركة انفصالية عنيفة أصابت البنجاب بالشلل.

بحسب هيئة الإذاعة البريطانية فإن السيخية ولدت في منطقة البنجاب المنقسمة حاليا بين الهند وباكستان حوالي عام ١٥٠٠ ميلادية عندما بدأ مؤسسها غورو -التي تعني المعلم- ناناك بتدريس العقيدة واتبعه ٩ معلمين آخرين طوروا العقيدة على مدار عقود تالية.

وقد أعاد المعلم العاشر، غوبيند سينغ، هيكلة السيخ كمجموعة عسكرية من الرجال والنساء تسمى "خالسا" في عام 1699، بهدف أن يكون السيخ قادرين إلى الأبد على الدفاع عن عقيدتهم.

ويؤمن السيخ بوجود إله واحد ليس له شكل ولا نوع وأن لكل البشرية إمكانية التواصل مباشرة معه وإنهم متساوون أمامه.

ويبلغ تعداد الهندوس أكثر من ٢٦ مليون شخص حول العالم معظمهم في الهند، فيما يصل تعداد الهندوس المهاجرين إلى كندا أكثر من نصف مليون شخص.