ظل الكعبة اختفى الأحد ٢٨ مايو.. مكة تترقب ظواهر فلكية مبهرة

تعامد الشمس على الكعبة المشرفة هو ظاهرة فلكية تحدث نتيجة للموقع الجغرافي للكعبة بين خطي الاستواء ومدار السرطان، فأثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر السماء يحدث أن تكون على استقامة مع الكعبة بارتفاع نحو 90 درجة فوق أفق مكة المكرمة، وفق ما أفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد محمد أبو زاهرة لموقع "بلينكس".

هذه الظاهرة تحدث مرتين خلال العام، المرة الأولى أثناء انتقال الشمس من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو، والمرة الثانية تحصل عند عودة الشمس جنوبا إلى خط الاستواء مقبلة من مدار السرطان خلال شهر يوليو.

ظاهرة التعامد من الطرق التي استخدمها القدماء لتحديد اتجاه القبلة بطريقة في غاية الدقة، وفق أبو زاهرة، وذلك باستخدام قطعة من "الخشب" منتصبة بشكل عمودي على سطح الأرض عند وقت التعامد.

فالاتجاه المعاكس للظل يشير نحو الكعبة تماما لكافة القاطنين في المناطق البعيدة عن مكة في الدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي وأفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا.

وظاهرة تعامد الشمس تستخدم كذلك في حساب محيط الكرة الأرضية من دون الحاجة للتقنيات الحديثة وذلك باستخدام بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة وهي طريقة قديمة تعود إلى أكثر من 2000 سنة وهي تدل أيضا على كروية الأرض، حسب أبو زاهرة.

في ما تبقى من العام 2023 ستشهد سماء السعودية عددا من الظواهر الفلكية، ولعل أبرزها، وفق أبو زاهرة، مرور كوكب المريخ بين 1 و3 يونيو أمام عنقود نجوم النثرة، والتي ستكون في الأفق الغربي بعد غروب الشمس.

وسيتواجد كوكب الزهرة ونجوم التوأمان اللامعة، كاستور وبولوكس، ضمن هذا التجمع السماوي.

بعد ذلك سيتبع كوكب الزهرة مسار المريخ، متجاوزا عنقود النثرة بين 12 و13 يونيو.

"قد تفاجئنا زخات الشهب مع عدم وجود القمر بالتزامن مع ذروة نشاطها حيث سيتمكن أهم اثنين من أبرز الشهب البرشاويات والتوأميات من تقديم العرض الرائع هذا العام" يقول أبو زاهرة، ويشرح أن التنبؤ بنشاط الشهب أمر صعب للغاية لذلك لا يمكن تحديد الشهب كميا من حيث المعدلات بالساعة.

إضافة لذلك يحتمل أن تواجه الأرض بقايا غبارية قديمة من المذنب (سويفت توتال) في 14 أغسطس تعود إلى 68 قبل الميلاد لذلك قد نشهد ذروة مزدوجة للبرشاويات هذا العام.

ويتوقع أن "تُظهر شهب الأسديات في 21 نوفمبر موجة ثانية من النشاط بعد أيام قليلة من ذروتها في 17-18 نوفمبر مع ما يصل إلى 15 شهابا إضافيا بالساعة في المتوسط، وقد نشهد تساقط شهابي في 12 ديسمبر قبل ذروة شهب التوأميات في 14 ديسمبر بسبب الحطام الذي خلفه المذنب 46P/ ورتنين ومن المثير للاهتمام أن هناك نوعان من تساقطات الشهب المحتملة؛ واحد بالقرب من فينيكس والآخر رأس بيغاسوس".

نهاية العام قد يحدث تساقط لشهب الدبيات 22 ديسمبر بمعدل محتمل يزيد عن 20 شهابا بالساعة في ظل ظروف مثالية، يلفت ابوزاهرة.

إضافة لذلك ستشهد سماء السعودية ثاني خسوف للقمر في 28 أكتوبر وهو خسوف جزئي وهذا النوع من الخسوف يحدث عندما يمر جزء من القمر خلال ظل الأرض وسوف يشاهد حدوث ظلمة في ذلك الجزء من القمر وسيكون الخسوف مرئيا في السعودية والبلدان العربية وجميع أنحاء أوروبا وآسيا وأفريقيا.

الكعبة المشرفة شهدت ظاهرة التعامد أو التسامت عموديا من أجرام سماوية عدة وليس الشمس فحسب.

إضافة إلى تعامد الكواكب وتحديدا الكواكب المرئية بالعين المجردة، سواء الكواكب المسمى بالكواكب الداخلية أي (عطارد والزهرة) أو الكواكب الخارجية (المريخ والمشتري وزحل) فإنه بمجرد أن يبلغ ميل الكوكب في أي يوم من أيام السنة عرض مكة المكرمة يحدث تعامده (تسامته) مباشرة عند بلوغه خط زوال مكة، علما بأن تعامد الكواكب الداخلية يحدث دائما في ساعات النهار وذلك لقرب مداراتها الفلكية من الشمس.

وغالبا الدول العربية والمناطق القريبة من مكة لا تحظى بفرصة مشاهدة تسامت الكواكب الداخلية، وإنما يرى فجراً قبل شروق الشمس في الدول الغربية التي لم تشرق فيها الشمس بعد، مثل أوروبا وشرق أميركا أو يرى بالدول الشرقية كإندونيسيا وغيرها والتي غربت فيها الشمس، أما الكواكب الخارجية فقد يحدث تعامدها في المساء أو الصباح وذلك حسب مقدار استطالة الكوكب عن الشمس.