علوم
.
في رحلة، كان مقدرا لها أن تكون مثيرة، لزيارة حطام سفينة التايتنك، انتهت الرحلة الاستكشافية للغواصة الصغيرة تايتان وطاقمها بالانفجار، من الخارج إلى الداخل، وفقا لخبراء الصناعة، كان على الغواصة الصغيرة للغاية وركابها الخمسة، أن تتحمل ضغط مياه المحيط في عمق 4000 متر، حيث تستقر السفينة تايتنك، في مسافة أكبر من طول من برج خليفة بخمس مرات.
ولكن لماذا تنفجر غواصة، وكيف يفسر العلم ذلك؟
غواصة التيتان في رحلتها إلى حطام سفينة التيتانيك. موقع أوشن غيت
الانفجار للداخل يشبه القنبلة، للدرجة التي تعني سحق جسم الغواصة الصغيرة في غضون أجزاء من الثانية. يحدث هذا بسبب الضغط الكاسح كما يقول ستيفان ويليامز، أستاذ الروبوتات البحرية في جامعة سيدني لصحيفة الغارديان، "إذا فشل وعاء الضغط بشكل كارثي، فإن الأمر يشبه انفجار قنبلة صغيرة، والاحتمال هو أن جميع أجهزة السلامة تم تدميرها في لحظات".
يحدث الانفجار الداخلي للغواصة، المعروف أيضا باسم "عمق السحق"، عندما ينهار هيكل الغواصة تحت الضغط الشديد الذي تخلقه المياه على أعماق كبيرة، بينما يتم تصميم الغواصات لتحمل الضغط أثناء مرحلة الغمر، ولكل غواصة "عمق سحق" محدد، وهو أقصى عمق يمكن أن تعمل فيه بأمان دون المخاطرة بانفجار الهيكل.
كلما تهبط الغواصة إلى أعماق أكبر، يرتفع ضغط الماء بدرجة أكبر، وعندما تتجاوز الغواصة عمق سحقها، يحدث الانفجار بسبب فرق الضغط بين داخل وخارج السفينة.
"يحدث ذلك بسرعة كبيرة، وستكون هناك فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة" ويحدث التدمير الكامل في 1/20 من الثانية، وهو أسرع من أن يستوعب الضحايا داخل الغواصة ماذا يحدث من حولهم، وفقاً لويليامز.
الضغط الذي كانت تواجهه تايتان يعادل ٣٨ ألف طن، أو سقوط ثقل يعادل ٤ أبراج إيفل على الجسد، (يزن البرج المعدني نحو ١٠ آلاف طن).
الكاتب والمنتج مايك ريس، صاحب المسلسل الكارتوني الشهير سمبسون ذهب في ٣ رحلات عبر الغواصة المنكوبة لمشاهدة حطام تايتنك، وذلك عقب إنتاجه حلقة من الموسم الـ ١٧ الذي عرض في مايو ٢٠٠٦، لكنه كشف أن أي مغامِر يذهب في رحلة من تنظيم شركة أوشن غايت، التي تأسست في العام ٢٠٠٩، يوّقع إقرارا بإخلاء مسؤولية الشركة عن أي حادث مميت، قد يحدث أثناء الرحلة.
يفسر العلم ذلك، برغبة هؤلاء الأشخاص بالبحث عن النشوة، يضع هؤلاء أنفسهم في مواقف محفوفة بالخطر المميت كالنزول في غواصة قد تنفجر في أي لحظة، أو الإلقاء بأنفسهم من طائرة.
يقول كين كارتر في كتابه BUZZ!: Inside the Minds of Thrill-Seekers Daredevils and Adrenaline Junkies، إن الأشخاص الذين يتوقون إلى تحفيز شعور الإثارة عبر خوض مغامرات مبالَغ في خطورتها يعود لرغبتهم في البحث عن مادة "الدوبامين"، أو المعروفة باسم "هرمون السعادة".
الدوبامين مادة كيميائية تُخلّق بشكل طبيعي داخل جسم الإنسان وتؤثر على المشاعر، وتخلق شعورا طبيعيا بالنشاط والتحفّّز والسعادة، وتختلف تماما عن مادة أخرى تتعلق بتحفيز نشاط الجسم لكنها تضر به، وهي الكورتيزول.
الفارق بين المادتين اللتين يفرزهما الجسم يعود لحالة تسمى بالـ Fight or flight التي يواجهها الشخص في مواقف تهدد حياته. ينتج الجسم في ذلك الوقت هرمون الكورتيزول المسؤول عن جعلنا مستعدين للقتال أو الفرار في مواجهة تلك المواقف، بحسب كين كارتر في كتابه، فإن الباحثين عن هذا الشعور، لا ينتجون هذا القدر من الكورتيزول في مواقف المغامرات مثل النزول في غواصة صغيرة إلى أعماق المحيط، لكنهم ينتجون دوبامين بدرجة أكبر، وهو الناقل العصبي المرتبط بالمتعة.
عادة ما ينتج الجسم الدوبامين، أو هرمون السعادة، عند تلقي المديح، تناول أطعمة لذيذة، أو الانخراط في أنشطة عادية يجدها بعض الأفراد "ممتعة" مثل التسوق، لأنها تلعب دورا مهما في نظام المكافأة والتحفيز في الدماغ. كما يمكن الحصول على تأثير هذه المادة الكيميائية عن طريق عقاقير مضادة للقلق والاكتئاب التي تعمل على النواقل العصبية في المخ.
الجانب المظلم من عملية "البحث عن الدوبامين" يتمثل في أن هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم لإدمان المخدرات، وذلك لأنهم "يعتبرونها" الخيار الأكثر أماناً مقارنة بالقفز من طائرة أو النزول إلى أعماق المحيط أو قيادة سيارة بشكل متهور، بحسب دراسات.
في مقابل هؤلاء فإن بعض الأشخاص لا يجدون المتعة في الخطر وذلك لأن أجسادهم تنتج الكورتيزول الذي يحفز عضلات الجسم لمواجهة الخطر، بدلا من الدوبامين الذي يعطي شعورا بالمتعة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة