"فيروسات أسترالية مفقودة".. كيف يؤثر علينا أخطر اختراق طبي؟

يُعد فيروس "هيندرا" من أخطر الفيروسات التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، حيث تسبب في وفاة 4 أشخاص والعشرات من الخيول منذ اكتشافه في أستراليا عام 1994، وفقا لموقع أي بي سي الأسترالي.

أما فيروس "ليسافايروس"، المشابه لداء سعار الكلب، وفيروس "هانتافيروس"، فلم تُسجل لهما إصابات بشرية في أستراليا، ولكن يُعرفان بخطورتهما البالغة حيث تصل معدل وفيات هانتافايروس إلى 15٪، أي 100 مرة أكثر فتكا من فيروس كوفيد-19.

وجراء موجة القلق والخوف الذي ساد بالمجتمع الأسترالي، طمأن كبير مسؤولي الصحة الدكتور جون جيرارد، أن هذه العينات غير معدية لأنها تتحلل بسرعة خارج بيئة التجميد.

كما أوضح الدكتور سام سكاربينو، مدير الذكاء الاصطناعي وعلوم الحياة في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، أن هذه الفيروسات، رغم خطورتها، لا تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر، وفقا لما نقله عنه موقع فوكس نيوز الأميركي.

وفيما تتواصل التحقيقات، أكد الخبراء أن مثل هذه الحوادث لا ينبغي أن تحدث أبدًا في المختبرات المجهزة للتعامل مع المواد البيولوجية الخطيرة. كما دعا الدكتور بول جريفين، خبير الأمراض المعدية، إلى تحسين الإجراءات وتعزيز الثقة العامة في المختبرات.

من جهته، قال جون جيرارد، كبير مسؤولي الصحة في كوينزلاند، في بيان: "من الصعب تصور سيناريو يمكن أن يشكل فيه هذا الحادث خطراً على العامة"، مشيرا إلى أن احتمال التخلص من العينات في النفايات العامة ضعيف للغاية، مرجحاً أنها دُمرت في جهاز التعقيم الحراري، الأوتوكلاف، وفقاً للبروتوكولات المعتادة في المختبر.

وأضاف جيرارد: "من الجدير بالذكر أنه لم يتم رصد أي حالات إصابة بفيروس هيندرا أو ليسافايروس بين البشر في كوينزلاند خلال السنوات الخمس الماضية، ولم تسجل أي تقارير عن إصابات بفيروس هانتافايروس بين البشر في أستراليا على الإطلاق".

يُعتقد أن حوادث تسرب الفيروسات من المختبرات نادرة، ولكنها تحدث على الأقل مرة كل سنة. في عام 2022، اكتشف تسرب لفيروس شلل الأطفال في مختبر للعلوم في أوترخت الهولندية أدى إلى إصابة موظف تم عزله إلى غاية شفائه.

في الولايات المتحدة تسربت بكتيريا تسبب أمراضا تنفسية خطيرة، من مختبر بالقرب من ولاية نيو أورلينز، في العام 2014، حيث يعتقد أنها كانت عالقة بملابس أحد الموظفين وأصابت عددا من الأشخاص.

وفي الإتحاد السوفياتي سابقا، تسرب فيروس الجمرة الخبيثة من مراكز بحث عسكرية بالقرب من مدينة يكاترينبورغ جنوب غربي روسيا في العام 1979 وأودت بحياة 66 شخصاً.

ومن آخر الفيروسات التي يعتقد أنها تسربت من مختبر للأبحاث هو فيروس كورونا المستجد، حيث أعدت لجنة بقيادة الحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي تقريرا خلص إلى أن الفيروس تسرب عن طريق الخطأ من معهد ووهان لعلم الفيروسات في الصين.

أشار التقرير إلى أن تسرب الفيروس كان مرتبطًا بخصائص بيولوجية للفيروس وإصابة باحثين في المعهد في أواخر عام 2019. كما انتقد الدعم الحكومي لبعض الدراسات العلمية التي روجت لنظرية انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر.