أمن
.
هل تمتلك بلدي قدرة نووية عسكرية؟ الجواب على الأغلب لا. ولكن ما هو الصراع المستمر الذي جعل الحصول على أسلحة نووية ممنوعا؟ لماذا دول عظمى قادرة على امتلاك أسلحة نووية وتطويرها بينما تتنافس باقي دول العالم على الفتات؟
استخدام السلاح النووي أنهى عمليا الحرب العالمية الثانية، حينما شنت الولايات المتحدة غارات نووية على هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، الأولى في 6 أغسطس 1945 والثانية في 9 أغسطس 1945.
وهذان الحدثان هما المرة الوحيدة التي استخدمت فيها الأسلحة النووية في القتال، لكنهما كانا وراء بزوغ فجر عصر جديد وزاد من حدة سباق التسلح النووي الهائل بالفعل.
بعد إنتهاء الحرب، وفي عام 1960 وأثناء الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي السابق جون ف. كينيدي، اتخذ موقفا قويا تجاه السلاح النووي، وكان يعتقد أن الحظر سيمنع دولًا أخرى من الحصول عليه أسلحة نووية، واتخذ موقفًا قويًا بشأن هذه القضية في الحملة الرئاسية لعام 1960.
فاز كنيدي وتعهد بعدم استئناف الاختبارات النووية في الهواء، ووعد بمواصلة الجهود الدبلوماسية لفرض معاهدة حظر التجارب قبل استئناف الاختبارات النووية تحت الأرض، معتقداً أن حظر التجارب هي خطوة أولى تجاه نزع السلاح النووي.
خلال العقد التالي، عام 1970 اتفقت دول العالم على معاهدة تاريخية تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية وتكنولوجيا الأسلحة.
انضمت 191 دولة إلى المعاهدة التي سمحت لخمس دول مالكة للأسلحة النووية هي الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بامتلاك هذه الأسلحة لأنها صنعت واختبرت جهازا متفجرا نوويا قبل دخول المعاهدة حيز التنفيذ، لكن يجب عليها تقليل عدد الأسلحة التي تمتلكها كما اشترطت المعاهدة بعدم الاحتفاظ بها إلى الأبد، لكن عددا من الدول تجاهلت القواعد أو ببساطة قامت بالالتفاف حولها.
توجد 9 دول في العالم تمتلك أسلحة نووية وهي الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، المملكة المتحدة، باكستان، الهند، إسرائيل وكوريا الشمالية. يقترب المخزون النووي العالمي من 13 ألف رأس حربي.
وهذا الرقم أقل مما كان عليه خلال الحرب الباردة - عندما كان هناك ما يقرب من 60 ألف سلاح في العالم، إلا أنه لا يُغير التهديد الأساسي للبشرية الذي تمثله هذه الأسلحة.
وفقًا لنقابة علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، تحتوي الترسانة الروسية على حوالي 6 آلاف رأس حربي، تم نشر 1584 منها؛ بالاشتراك مع الولايات المتحدة، وذلك يمثل أكثر من 90% من الأسلحة النووية في العالم.
في عام 2010 وقعت روسيا والولايات الأميركية المتحدة على معاهدة "new start" أو البداية الجديدة، التي حددت عدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية التي يمكن لكلا البلدين من وضعها في حالة تأهب. واتفقت الولايات المتحدة وروسيا على تمديد المعاهدة حتى 4 فبراير 2026.
وبموجب الاتفاق، تلتزم موسكو وواشنطن بنشر ما لا يزيد عن 1550 رأسا نوويا استراتيجيا و700 صاروخ طويل المدى وقاذفات قنابل. ويمكن لكليهما إجراء ما يصل إلى 18 عملية تفتيش لمواقع الأسلحة النووية الاستراتيجية سنويا للتأكد من عدم انتهاك الطرف الآخر حدود المعاهدة.
ونظرا لاستمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتوجه معظم دول الغرب لمساندة أوكرانيا، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 22 فبراير ٢٠٢٣ تحذيرا للغرب ولوح بتعليق معاهدة new start معلنا وضع أنظمة استراتيجية جديدة في مهمة قتالية، وهدد باستئناف التجارب النووية.
رفضت 3 دول الانضمام للمعاهدة وهم إسرائيل والهند وباكستان بينما غادرت كوريا الشمالية المعاهدة في عام 2003.
يُعتقد أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، على الرغم من أنها لا تعترف ولا تنكر، وتفترض معظم التقديرات امتلاك تل آبيب حوالي 90 رأسا نوويا يعتمد على البلوتونيوم وقد أنتجت ما يكفي من البلوتونيوم لإنتاج 100-200 سلاح، وفقا لمركز الحد من التسلح وعدم الانتشار الأمريكي.
أما الهند فرفضت الانضمام للمعاهدة لاعتبارها تمييزية لأنها تمنع الدول غير الحائزة للأسلحة النووية من امتلاك أو تطوير أو حيازة أسلحة نووية لكنها لم تفرض قيودا على الدول الحائزة للأسلحة النووية من تطوير أسلحتها.
بالنسبة لباكستان، فهي لم توقع على المعاهدة لأنها لا توفر التقنين الكامل لوجود عالم خالٍ من الأسلحة النووية. في عام 2010، أعلنت باكستان أنها لن تنضم إلا كدولة حائزة لأسلحة نووية معترف بها وسط سباق التسلح النووي.
تُعتبر السعودية ممولا للبرنامج النووي ومنحت لباكستان مساعدات مالية. في 2013 أصدرت البعثة السعودية في العاصمة البريطانية لندن بيانا قائلة إنها تسعى لخلو منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. وفي لقاء لولي العهد السعودي على شبكة CBS الأميركية نفى الأمير محمد بن سلمان، رغبة السعودية في حيازة السلاح النووي، مضيفا: "إذا طورت إيران قنبلة ذرية سنقوم بالمثل في أسرع وقت ممكن، دون أدنى شك".
في يناير 2003، أعلنت كوريا الشمالية أنها لن تلتزم بالمعاهدة ونفت نيتها إنتاج أسلحة نووية، وأن أنشطتها النووية في هذه المرحلة ستقتصر فقط على الأغراض السلمية مثل إنتاج الكهرباء.. لكنها أعلنت عن اختبار 4 صواريخ كروز استراتيجية خلال مناورة مصممة لإثبات قدرتها على شن هجوم نووي مضاد.
ويعتقد أنها تمتلك ما يقارب 30 إلى 40 رأسا نوويا، وربما تكون قد جمعت ما بين 10 إلى 20 سلاحا. كما تواصل تطوير قدراتها الصاروخية بعيدة المدى، ولاتزال قدراتها غير واضحة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة