أمن
.
روبل رقمي.. أحدث المحاولات الروسية لمواجهة العقوبات الغربية التي تواجهها بعد حرب أوكرانيا، إلا أن ٦ من كل ١٠ روس لا يستوعبون هدف الحكومة من طرح العملة الرقمية، وأعلنوا أنهم غير مستعدين لاستخدامها، بحسب بيانات مركز VCIOM الحكومي الروسي.
لكن لماذا لجأت روسيا إلى هذه الخطوة، وما معناها، وما فرص نجاحها في تغيير قناعات الروس ناحية استخدامها؟
اختبارات طرح الروبل، المدعوم من البنك المركزي الروسي، بدأت الثلاثاء ١٥ أغسطس، على أمل أن تساعدها تكنولوجيا سلاسل الكتل (بلوكتشين)، في الالتفاف على العقوبات، بينما اعتبرتها وكالة فرانس برس فرصة لتشديد الرقابة على مواطنيها.
تأتي مرحلة الاختبار في وقت بلغ الروبل أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ مارس 2022، بعد أسابيع من بداية الحرب الروسية- الأوكرانية.
32٪ من الروس لا يثقون بالعملة الجديدة ويعتبرونها احتيالا. مصدر الصورة: أ ب
هو شكل جديد من أشكال العملة في روسيا. يصدره البنك المركزي الروسي، وتستند إلى تقنية بلوكتشين. وحسب موقع موسكو تايمز، ينضم الروبل الرقمي إلى النقد وباقي العملات الرقمية التي يستخدمها الروس بالفعل كوسيلة للدفع. ويقول البنك المركزي الروسي إن الروبل الرقمي سيقلل من تكاليف المعاملات للشركات، ويعطي المزيد من الأمان للمستهلكين ويساعد في مكافحة الفساد.
بمجرد إطلاق العملة الرقمية الروسية، تتمكن الشركات من قبول المدفوعات بالروبلات الرقمية في المتاجر، بما في ذلك من خلال طرق غير متصلة بالإنترنت. سيتم تخزين الروبلات الرقمية مباشرة في حسابات لدى البنك المركزي الروسي، ولكن يمكن الوصول إليها من خلال البنوك التجارية أيضا.
ستكون الروبلات الرقمية قابلة للتحويل بالكامل إلى كل من النقد وأشكال الدفع الإلكترونية الأخرى. ولن يدفع البنك المركزي فائدة على حسابات الروبلات الرقمية ولن يسمح بالاقتراض بضمان الروبل الرقمي.
تتمكن الشركات من قبول المدفوعات بالروبلات الرقمية في المتاجر، مصدر الصورة: أ ب
٦ من كل ١٠ روس لديهم "فهم ضعيف" لأهداف الحكومة. مصدر الصورة: أ ب
تنضم روسيا إلى 20 دولة أخرى حول العالم دخلت المرحلة التجريبية لإطلاق عملة رقمية. مصدر الصورة: أ ب
بينما تفكّر موسكو في إطلاق عملة رقمية منذ سنوات، فإن تطوير الروبل الرقمي بدأ بعدما منعت العقوبات الغربية روسيا من الوصول إلى أجزاء من النظام المصرفي العالمي، وفق فرانس برس.
تنضم روسيا بذلك إلى 20 دولة أخرى حول العالم دخلت المرحلة التجريبية لإطلاق عملة رقمية، وفق إحصاء المجلس الأطلسي للأبحاث. هدف موسكو واضح: جعل أنظمتها المالية أكثر مرونة والحد من تأثير القيود الدولية.
نقلت فرانس برس أيضا قول مؤسس صندوق "آرك 36" الاستثماري المتخصص بالعملات المشفّرة ميكيل مورش إن الروبل الرقمي "سيعزز قدرة روسيا على الالتفاف على العقوبات".
ومنعت معظم المصارف الروسية من الوصول الى النظام الرئيسي المستخدم في التعاملات المالية الدولية، ما دفع موسكو للبحث عن وسائل أخرى لفك ارتباطها بالدولار. ولفت مورش إلى أن إطلاق عملة رقمية يأتي في إطار "حرب جيوسياسية بين الدول المؤيدة للدولار وتلك المناهضة له"، إذ تحاول الأخيرة التخلي عن العملة الأميركية في التعاملات التجارية.
منعت معظم المصارف الروسية من الوصول الى النظام الرئيسي المستخدم في التعاملات المالية الدولية. مصدر الصورة: أ ب
تعتبر العقوبات المالية من أقوى الأدوات التي تمتلكها الولايات المتحدة لأن الدولار هو العملة الاحتياطية لمعظم البنوك المركزية ويستخدم في المدفوعات في جميع أنحاء العالم. لكن المسؤولين الحكوميين الأميركيين يدركون بشكل متزايد احتمال أن تقلل العملات المشفرة من تأثير العقوبات ويصعدون من تدقيقهم للأصول الرقمية.
استخدمت كوريا الشمالية، على سبيل المثال، برامج الفدية لسرقة العملة المشفرة لتمويل برنامجها النووي، وفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، نقلته صحيفة نيويورك تايمز.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة