أمن
.
مركبة مكتوب عليها بالإنكليزية "صحافة" بالقرب من السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل، وقف إلى جانبها صحافيون فلسطينيون يرتدون سترات واقية مميزة وخوذ لتنبيه الجنود الإسرائيليين لوجودهم. ولكن الجيش الإسرائيلي لم يأبه بهم، فخلال دقائق حطت بينهم قنبلة غاز ثم أخرى وأخرى حتى هربوا من المكان.
هذا مشهد متجدد على حدود قطاع غزة المحاصر هذه الأيام، في ظل عودة المظاهرات الشعبية السلمية في المنطقة لنحو أسبوع متواصل.
الصحفي أشرف أبو عمرة أصيب بقنبلة غاز كسرت عظام يده، والصحفيان بلال الصباغ وفادي الدنف أصيبا بقنبلتي غاز في أرجلهما، عوضاً عما يزيد عن عشرين مصاباً مدنياً، 11 منهم أصيبوا يوم الثلاثاء الماضي وحده بالإضافة لمقتل متظاهر في نفس اليوم.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة إصابة نحو ثلاثين فلسطينيا بجروح برصاص الجيش الاسرائيلي، أمس الجمعة، خلال مواجهات على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل التي ردت بشن ثلاث ضربات على أهداف عدة في القطاع بحسب جيشها.
عودة المسيرات الحدودية فتحت العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التوقيت
وأكدت وزارة الصحة في غزة في بيان "وقوع 28 إصابة برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي شرق قطاع غزة".
وتجمع مئات الفلسطينيين في نقاط عدة قرب الحدود بين القطاع وإسرائيل وأشعلوا إطارات سيارات والقى عدد من المتظاهرين حجارة وزجاجات فارغة باتجاه الجنود الإسرائيليين الذين تحصنوا في عربات مصفحة أو خلف تلال رملية.
عودة المسيرات الحدودية فتحت العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التوقيت على وجه الخصوص بعد انقطاعها لأكثر من ثلاث سنوات.
الهيئة المنظمة التي تسيطر عليها حركة حماس تقول إن الأمر متعلق بتشديد إسرائيل حصارها على القطاع وعدم تنفيذ التزاماتها بتخفيف القيود المفروضة على 2 مليون فلسطيني التي دفعت العديد من الشباب في غزة للهجرة للخارج ورفعت من نسب الفقر والجوع والبطالة لأرقام قياسية.
وبعض قادة الفصائل يقولون إن الأمر مرتبط بالتأكيد على وحدة الأراضي الفلسطينية في ظل التصعيد الإسرائيلي المتزايد في الضفة الغربية والقدس الشرقية كعنف المستوطنين واقتحامات المسجد الأقصى وغارات الجيش على المدن الفلسطينية.
لكن نشطاء فلسطينيين وتقييمات أمنية تربط بين عودة المسيرات وانخفاض قيمة المنحة القطرية لغزة، فيما يرى محللون أن حماس تستعمل هذه المسيرات كورقة ضغط على إسرائيل بعد تلويحها باغتيال كبار قادة الحركة مثل صالح العاروري الذي تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف أنشطة الحركة في الضفة الغربية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة